شعبان من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير التي فيها قبر معروف الكرخي.
صاحب أبي عليّ الفارسي ، درس ببغداد الأدب على أبي سعيد السيرافي ، وخرج إلى شيراز ، فدرس بها على أبي عليّ الفارسي مدة طويلة ، ثم عاد إلى بغداد ، فلم يزل مقيما بها إلى آخر عمره.
سمعت عليّ بن محمّد بن الحسن المالكيّ يقول : خرج عليّ بن عيسى الربعي إلى فارس ، وأقام عليّ أبي عليّ النّحويّ عشرين سنة يدرس النحو فقال أبو عليّ : ما بقي له شيء يحتاج أن يسأل عنه.
سمعت التنوخي يقول : كان أبو عليّ يقول سمعت ابن أبي زيد ـ وكان ابن أخت أبي عليّ الفارسي النّحويّ ـ يقول : قولوا لعلي البغداديّ : لو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك.
كان مولد عليّ بن عيسى في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، ومات في ليلة السبت لعشر بقين من المحرم سنة عشرين وأربعمائة.
كان أحد البلغاء الفصحاء ، وافر الأدب ، كثير الفضل ، مليح اللفظ ، حسن العبارة ، وله كتب حسان في الحكم والأمثال ، وكان له اختصاص بالمأمون ، وكان يرمي بالزندقة. روى عنه أحمد بن أبي طاهر ، وغيره.
أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى ، أخبرنا عبد الله بن محمّد ابن أبي سعيد ، حدّثنا أحمد بن أبي طاهر ، حدّثنا عليّ بن عبيدة الريحاني قال : التقى أخوان يتوادان ، فقال أحدهما لصاحبه : كيف ودك لي؟ فقال : حبك متوشج بفؤادي ، وذكرك سمير سهادي ، فقال الآخر : أما أنا فأوجز في وصفي ، ما أحب أن يقع على سواك طرفي.
قال ابن أبي طاهر : وكنت عنده يوما ـ يعني عند عليّ بن عبيدة ـ فورد عليه
__________________
٦٣٨٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٨٨٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٤٥.