قرأت على أبي عليّ بن شاذان عن أحمد بن كامل قال : وتوفي أبو محمّد القاسم ابن العبّاس المعشري الفقيه ـ ابن بنت أبي معشر نجيح المديني ـ في يوم الجمعة لليلتين خلتا من شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين ، وكان من الثقة والزهد والفقه بمحل رفيع ، ولم يغير شيبه.
كان من خيار المسلمين ، وأعيان المتعبدين. وحدث عن سريج بن النّعمان الجوهريّ ، وعمرو بن عون الواسطيّ ، وعبيد بن هاشم الكوفيّ. روى عنه عبد الصّمد ابن عليّ الطّستي ، وأبو سهل بن زياد القطّان ، وجعفر الخلدي.
أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل المتوثي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ابن زياد القطّان ، حدّثنا القاسم بن نصر البزّاز ـ دوست ـ حدّثنا سريج بن النّعمان ، حدّثنا فليح عن هلال بن عليّ عن أنس بن مالك قال : شهدنا ابنة لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورسول اللهصلىاللهعليهوسلم جالس على القبر ، فرأيت عينيه تدمعان ، فقال : «هل منكم من أحد لم يقارف الليلة؟» قال أبو طلحة : أنا ، قال : «انزل (١)» فنزل في قبرها.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وأبو محمّد دوست من العباد والمصلين كان ينزل في سيب القاضي من الجانب الشرقي.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن عمر النرسي قالا : قال لنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ توفي القاسم بن نصر دوست يوم الأربعاء في شهر رمضان لست بقين منه في سنة إحدى وثمانين ومائتين ، ودفن في مقبرة الخيزران.
أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : والقاسم بن سعدان أبو محمّد من حملة القرآن والحديث ، كان بسر من رأى مدة ، ثم عاد إلى مدينتنا في ربضنا ربض سليم ، توفي لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين.
__________________
(١) ٦٨٩٨ ـ انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ٤٧. ومسند أحمد ٣ / ٢٢٨.