ذكر من اسمه عرفة
حدث عن عاصم بن سليمان الحذّاء البصريّ. روى عنه ابنه الحسن.
أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن ابن سليمان النخاس ، أخبرني أبو الحسن عليّ بن سليم بن إسحاق المقرئ ، حدّثنا الحسن بن عرفة عن أبيه قال : حدثني عاصم بن سليمان الحذّاء البصريّ عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال : جاء نافع بن الأزرق إلى ابن عباس فقال : والذي نفسي بيده لتفسرن لي آيات من كتاب الله عزوجل أو لأكفرن به ، فقال له ابن عباس : ويحك أنا لها اليوم ، أيّ آي ، قال أخبرني عن قوله الله تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا) [المائدة ١٠٩] وقال في آية أخرى : (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ) [القصص ٧٥] فكيف علموا وقد قالوا لا علم لنا؟ وأخبرني عن قول الله : (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) [الزمر ٣١] وقال في آية أخرى : (لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ) [ق ٢٨] فكيف يختصمون وقد قال لا تختصموا لدىّ؟ وأخبرني عن قول الله تعالى : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ) [يس ٦٥] فكيف شهدوا وقد ختم على الأفواه؟ فقال ابن عباس : ثكلتك أمك يا ابن الأزرق ، إن للقيامة أحوالا وأهوالا وفظائع وزلازل فإذا شققت السموات وتناثرت النجوم وذهب ضوء الشمس والقمر ، وذهلت الأمهات عن الأولاد ، وقذفت الحوامل ما في البطون ، وسجرت البحار ودكدكت الآكام ، ولم يلتفت والد إلى ولد ، ولا ولد إلى والد ، وجيء بالجنة تلوح فيها قباب الدر والياقوت حتى تنصب عن يمين العرش ، ثم جيء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام من حديد ، ممسك بكل زمام سبعون ألف ملك ، لها عينان زرقاوان ، تجر الشفة السفلى أربعين عاما تخطر كما يخطر الفحل ، لو تركت لأتت على كل مؤمن وكافر ، ثم يؤتى بها حتى تنصب عن يسار العرش ، فتستأذن ربها في السجود فيأذن لها ، فتحمده. بمحامد لم يسمع الخلائق بمثلها تقول : لك الحمد إلهي إذ جعلتني أنتقم من أعدائك ، ولم تجعل شيئا مما خلقت تنتقم به مني إلا أهلي (١) ، فلهى أعرف
__________________
٦٧٤٨ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٦٠١.
(١) هكذا في الأصل.