أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أخبرنا إسماعيل الخطبي قال : سنة أربع وخمسين ـ يعني ومائتين ـ فيها مات عليّ بن المعتصم ببغداد في جمادى الأولى.
أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى بغداد ، ثم إلى سر من رأى ، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي ودفن بها في أيام المعتز بالله ، وهو أحد من يعتقد الشيعة والإمامية فيه ويعرف بأبي الحسن العسكري.
أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش ، حدّثنا الحسين بن حمّاد المقرئ ـ بقزوين ـ حدّثنا الحسين بن مروان الأنباريّ ، حدثني محمّد بن يحيى المعاذي قال : قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق ـ والفقهاء بحضرته ـ من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايى القوم عن الجواب ، فقال الواثق : أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فأحضر فقال : يا أبا الحسن من حلق رأس آدم؟ فقال : سألتك [بالله] (١) يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني ، قال : أقسمت عليك لتقولن قال : أما إذ أبيت فإن أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة ، فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حرما» (٢).
أخبرني الأزهري ، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن يحيى النديم ، حدّثنا الحسين بن يحيى قال : اعتل المتوكل في أول خلافته ، فقال : لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة ، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا ، فبعث إلى عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر فسأله فقال : يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا فعجب قوم من ذلك ، وتعصب قوم عليه ، وقالوا : تسأله يا أمير المؤمنين
__________________
٦٤٤٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٧٤.
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٢) انظر الحديث في : الدر المنثور ١ / ٥٦. والجامع الكبير ٤٤٤٢. وكنز العمال ٢٤٦٥٠.