وهو يدس وتقدم إليه الوسادة فيسجد عليها. فقيل له : ألا روحت على نفسك؟ فقال : طريق وصلت به إلى الله لا أقطعه.
قال أبو نعيم : فارس بن عيسى الصّوفيّ بغدادي وكان من المتحققين بعلوم أهل الحقائق ، ومن الفقراء المجردين للفقر وترك الشهوات ، جالس الجنيد بن محمّد ، ويوسف بن الحسين ، وأقرانهما من الشيوخ. وورد نيسابور وخرج ـ على أكبر ظني ـ سنة أربعين ، وسكن مرو ، ثم لم أقف على أخباره بعد ذلك.
سمع حامد بن شعيب البلخي ، والحسين بن محمّد بن عفير ، وأبا بكر أحمد بن محمّد بن عبد الخالق ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، وعباس بن يوسف الشكلي ، وطبقتهم. حدّثنا عنه ابنه محمّد بن فارس ، وأبو الحسن بن رزقويه ، وعبد العزيز بن محمّد الستوري ، وكان ثقة.
أخبرني عبد العزيز بن محمّد بن نصر ، حدّثنا أبو القاسم فارس بن محمّد الغوري ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق ، حدّثنا العلاء بن مسلمة ـ أبو سالم ـ حدّثنا ضمرة بن ربيعة قال حدثني ابن شوذب قال يقول الله تعالى : ما أنصفني ابن آدم يدعوني فأستحى منه ، ويعصيني ولا يستحي مني.
ذكر محمّد بن أبي الفوارس أن أبا القاسم الغوري مات في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
روى عن حمزة بن الحسين السّمسار وأبي بكر بن أبي الثلج. حدّثنا عنه محمّد ابن عمر بن بكير المقرئ.
أخبرنا ابن بكير المقرئ ، حدّثنا أبو شجاع فارس بن صافي الورّاق ـ إملاء من كتابه ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله ـ وعبد الله يلقب أبا الثلج ـ قال حدّثنا محمّد بن عليّ بن خلف العطّار ، حدّثنا عمرو بن عبد الغفّار ، عن سفيان الثوري ، عن حسين بن عبد الله الهاشميّ ، عن عكرمة عن ابن عباس. قال : رأيت النبيصلىاللهعليهوسلم قبل الحجر.