أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه إلينا من شيراز ـ أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضّبّي ، حدثني أبو حسّان الزيادي قال : مات الفضل بن الربيع الحاجب سنة ثمان ومائتين يوم الاثنين سلخ ذي القعدة.
قلت : ويقال إن مولده كان في سنة أربعين ومائة ، وقيل في سنة ثمان وثلاثين ومائة.
من أهل البصرة قدم بغداد ومدح هارون الرّشيد ، ومحمّد الأمين ، والبرامكة. وكان هو وأبو نواس يتهاجيان ، وما أمسك واحد منهما عن صاحبه حتى فرق الموت بينهما. وقال المبرد : كان الفضل الرقاشي شاعرا ، وكان يظهر الغنى وهو فقير ، ويظهر العز وهو ذليل ، ويتكثر وهو قليل ، فكانت الشعراء تهجوه.
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي ، أخبرنا ميمون بن هارون الكاتب عن الجماز قال : دعا الرقاشي أبا نواس ولم يكن عنده شيء مهيأ ، فتركه في منزله ومضى يصلح له شيئا يغديه به فأبطأ ، فتناول أبو نواس جزازة وكتب فيها :
حي رسم الغني وأطلال حسن ال |
|
حال أقوين مذ سنين ودهر |
ثاويات ما بين دار لقيط |
|
لا يجاوزنها فكتّاب بحر |
فحذاء الصّبّاغ من دار حسا |
|
ن إلى الجدول الذي استن يجري |
جادها وابل ملح من الإفلا |
|
س يحدوه ريح بؤس وفقر |
ترتعي عقر شدة الحال فيها |
|
وظبا فاقة وظلمان عسر |
ليس في بيتها سوى بيت لبن |
|
ذهب السيل منه أيضا بشطر |
ليس فيها خلا الرقاشي إنس |
|
وكراريس حوله في قمطر |
وجزاز فيها الغريب إذا جا |
|
ع قراه فمال بطنا لظهر |
والرقاشي من تكرمه تج |
|
زي أمعاؤه بإنشاد شعر |
أخبرني الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني ، حدثني عليّ بن الفارسي ، أخبرني أبي ، حدثني ابن أبي طاهر قال : حدثني محمّد بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان قال : كان أبو نواس يهاجي الفضل بن عبد الصّمد الرقاشي ، وما أمسك