٦ ـ في يوم القيامة والجزاء والحساب الرهيب لا يستطيع أحد مهما كان أن يقدم منفعة لآخر ، والأمر كله حينئذ لله الواحد القهار ، لا ينازعه فيه أحد.
وفي هذا وعيد عظيم وتهويل جسيم ليوم القيامة ، ودليل على أنه لا يغني عن الناس إلا البر والطاعة يومئذ ، دون سائر ما كان قد يغني عنهم في الدنيا من مال وولد وأعوان وشفعاء. قال الواسطي في قوله تعالى : (يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً) إشارة إلى فناء غير الله تعالى ، وهناك تذهب الرسالات والكلمات والغايات فمن كانت صفته في الدنيا كذلك ، كانت دنياه أخراه.
وقال الرازي في قوله تعالى : (وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ) : هو إشارة إلى أن البقاء والوجود لله ، والأمر كذلك في الأزل وفي اليوم ، وفي الآخرة ، ولم يتغير من حال إلى حال ، فالتفاوت عائد إلى أحوال الناظر ، لا إلى أحوال المنظور إليه (١).
__________________
(١) تفسير الرازي : ٣١ / ٨٦