وروى أحمد ومسلم عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكّها أنت خير من زكّاها ، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، وعلم لا ينفع ، ودعوة لا يستجاب لها» قال زيد : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعلمناهن ونحن نعلمكموها.
فقه الحياة أو الأحكام :
أقسم الله تعالى بسبعة أشياء : لقد أفلح وفاز من زكى نفسه بالطاعة ، وخسرت نفس أهملها صاحبها وتركها تنغمس في المعصية.
والأشياء السبعة : هي الشمس وضوؤها وإشراقها ، وهو قسم ثان ، والقمر إذا تبع بالطلوع الشمس بعد غروبها ، فاستوى واستدار ، وكان مثلها في الضياء والنور ، والنهار إذا جلّى أو كشف الشمس ، أي أبان بضوئه جرمها ، والليل إذا يغشى الشمس ، أي يذهب بضوئها عند غروبها ، والسماء وبنيانها وبانيها وهو الله ، والأرض ومن طحاها أي بسطها ، والنفس الإنسانية وتسويتها ومن سوّاها وهو الله عزوجل ، بأن عدّلها وزوّدها بالأعضاء المتناسبة ، وبالقوى العضلية والفكرية والحسية ، وعرّفها طريق الفجور والتقوى ، وسلوك سبيل الخير والشر ، والطاعة والمعصية.
وقد أقسم الله عزوجل بهذه المخلوقات لما فيها من عجائب الصنعة الدالة عليه ، وأراد أن ينبه عباده دائما بأن يذكر في القسم أنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة ، حتى يتأمل المكلف فيها ، ويشكر عليها ؛ لأن الذي يقسم الله تعالى به يحصل له وقع في القلب ، فتكون الدواعي إلى تأمله أقوى (١).
__________________
(١) تفسير الرازي : ٣١ / ١٨٨