غير العذاب. وقال الحسن : (كَلَّا) بمعنى حقا كأنه قيل : حقا لو تعلمون علم اليقين.
ثم فسر الوعيد فقال :
(لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) أي لتشاهدن النار في الآخرة ، والمراد ذوق عذابها وهذا جواب قسم محذوف. وهو توعد بحال رؤية النار التي إذا زفرت زفرة واحدة ، خرّ كل ملك مقرّب ، ونبي مرسل ، على ركبتيه من المهابة ، والعظمة ، ومعاينة الأهوال الجسام.
ثم أكد ذلك بقوله :
(ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ) أي ثم لترون الجحيم الرؤية التي هي نفس اليقين ، وهي المشاهدة والرؤية بأعينكم ، فإياكم الوقوع فيما يؤدي إلى النار من اقتراف المعاصي والسيئات ، وارتكاب الموبقات والمنكرات.
ثم أكد السؤال عن الأعمال للتحذير فقال :
(ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) أي إنكم سوف تسألون عن نعيم الدنيا الذي ألهاكم عن العمل للآخرة ، وتسألون عن أنواع نعيم الدنيا من أمن وصحة وفراغ ومأكول ومشروب ومسكن وغير ذلك من النعم ، قال الزمخشري : (عَنِ النَّعِيمِ) عن اللهو والتنعم الذي شغلكم الالتذاذ به عن الدين وتكاليفه. وقال الرازي : والأظهر أن الذي يسأل عن النعيم هم الكفار ، وفي قول آخر : أنه عام في حق المؤمن والكافر ، واحتجوا بأحاديث منها : روي عن عمر أنه قال : «أي نعيم نسأل عنه يا رسول الله ، وقد أخرجنا من ديارنا وأموالنا؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : ظلال المساكن والأشجار والأخبية التي تقيكم من الحر والبرد ، والماء البارد في اليوم الحار».