(طَيْراً أَبابِيلَ) إما جمع لا واحد له من لفظه كأساطير ، أو واحده «إبّيل» أو إبّول ، كعجاجيل وحدها عجّول.
(كَعَصْفٍ) في موضع نصب ، على أنه مفعول ثان ل (فَجَعَلَهُمْ) أي صيّرهم.
البلاغة :
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ..) الاستفهام للتقرير والتعجيب ، أي أعجب.
(فَعَلَ رَبُّكَ) إشادة بقدرة الله تعالى ، والخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم بقوله (رَبُّكَ) تشريف له.
(فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) تشبيه مرسل مجمل ، ذكرت الأداة ، وحذف وجه الشبه.
(الْفِيلِ) ، (تَضْلِيلٍ) ، (أَبابِيلَ) ، (سِجِّيلٍ) ، (مَأْكُولٍ) توافق الفواصل في الحرف الأخير.
المفردات اللغوية :
(أَلَمْ تَرَ) أي تعلم ، والخطاب للرسول صلىاللهعليهوسلم ، وهو إن لم يشهد تلك الواقعة ، لكنه شاهد آثارها ، وسمع بالتواتر أخبارها ، فكأنه رآها ، فإنها من الإرهاصات ؛ لأنها وقعت في السنة التي ولد فيها الرسول صلىاللهعليهوسلم. (بِأَصْحابِ الْفِيلِ) أصحاب الفيل العظيم الذي كان اسمه «محمود». وهم أبرهة بن الصباح الأشرم ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي ، وجيشه الذين أرادوا هدم الكعبة لصرف الحجاج العرب عن مكة إلى كنيسة بناها أبرهة بصنعاء ، وسماها «القلّيس». فحين توجهوا لهدم الكعبة ، أرسل الله عليهم ما قصه في هذه السورة.
(أَلَمْ يَجْعَلْ) أي جعل. (كَيْدَهُمْ) مكرهم وتدبيرهم بتخريب الكعبة وتعطيلها. (فِي تَضْلِيلٍ) تضييع وإبطال وهلاك وخسارة. (طَيْراً) ما طار في الهواء ، صغيرا أو كبيرا. (أَبابِيلَ) جماعات متفرقة. (سِجِّيلٍ) طين متحجر. (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) كورق زرع يبقى بعد الحصاد ، أكلته الدواب وداسته وأفنته ، أو كتبن أكلته الدواب وراثته.
التفسير والبيان :
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ألم تعلم علم اليقين ، وكأنك شاهدت الواقعة ، بما صنع ربّك العظيم القدير بأصحاب الفيل ، حيث دمرهم الله ، وحمى بيته الحرام ، أفلا يجدر بقومك أن يؤمنوا بالله؟! وقد شاهد أناس