ثم تناول الترجمات الحديثة منذ بداية القرن السابع عشر على يد الفرنسي «أندريه دي رير» (حوالي ١٥٨٠ م ـ ١٦٦٠ م) القنصل الفرنسي في مصر ودوره في تعميم كتاب الإسلام المقدس ـ حسب تعبيره ـ في الغرب وقد ظهرت ترجمته للقرآن سنة ١٦٤٧ م في باريس تحت عنوان «قرآن محمد» وقد لاقت هذه الترجمة حماسا كبيرا مما جعلها تترجم بعد ذلك لعدة لغات.
ثم ذكر عدة ترجمات صدرت بعدها كترجمة «جيرمان دي سيليزي» (١٦٥٠ ـ ١٦٦٥ م) وترجمة ماراتشي (١٦٩٨ م) بعنوان (نماذج لتصحيحات نصوص القرآن .. إلخ).
ثم تحدث بعد ذلك عن الترجمات المعاصرة منذ ترجمة «واهل» عام ١٨٢٨ م التي دفعت موضوع ترجمة القرآن الكريم للغات الأوربية قدما. فذكر ترجمة «أولمان» وترجمة «كازشرسكي» ، و «رودويل» سنة ١٨٦١ م و «جريجيل هال» ١٩٠١ م وغيرها كثير.
ثم تحدث بعد ذلك عن الاضطراب الذي يقع فيه غير المستعرب أثناء قراءته للنص القرآني ويعترف في هذا الموضوع أن من أسباب البلبلة والاضطراب عند المستعرب أن القارئ العادي من الغربيين لا يجد أمامه في الغرب إلا معلومات مبهمة عن الإسلام والفتوحات الإسلامية حتى يصل القارئ لنتيجة أن الترجمات تؤدي لضياع جمال الأسلوب القرآني الآخاذ للنفوس ، حيث تصبح الترجمة وكأنها نثر جاف تخلو من الروعة في الإيقاعات القرآنية. كما أن القارئ يتيه في ثنايا هذا النص المختلط بالمواعظ الأخلاقية وبالتشريعات التعبدية ، وبالأحكام القانونية وبالقصص التوراتية الإنجيلية ، مما يصعب على الغربي أن يصل للرابط بينها جميعا ، مما يدع القارئ الغربي يلقي هذا الكتاب جانبا ولا يواصل قراءته ويخرج بالنهاية بغير فكرة سليمة صحيحة عن الإسلام.
أما القارئ المتخصص في الأديان ومقارنتها وله معرفة بأحوال الشعوب ولغاتها فلا شك أن موقفه يكون مختلفا عن القارئ الغربي العادي ويصل لقناعة