الفصل الخامس :
وعنوانه : (المجاز والاستعارة والبيان):
بين المؤلف في هذا الفصل الغرض من وجودها في التفسير حيث ذكر أن وجود الاستعارة في لغة القرآن الكريم كان تعبيرا عن الورع والتقوى بنفس القدر الذي تعبر فيه عن التقدير الجمالي وكانت الصورة الأولية لهذا الورع والتقوى هي حذف المجاز الذي يتضمن نسبة الصفات البشرية لله سبحانه بواسطة المفسر. ثم ذكر بعض من اعتنى بالمجاز «كالشريف المرتضى» (ت ٤٣٦ ه / ١٠٤٤ م) في أماليه (مجاله) حيث حاول في كتابه إظهار الأهلية الخاصة للغة العربية ، والمجاز أسلوب عربي مبني على حب الاختصار وطرح فضول الكلام ومثال ذلك قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(١) ، وقد ذكر أن ممن دافع عن وجود المجاز في القرآن الكريم ابن قتيبة ـ رحمهالله ـ وكانت دراسته نقلا للمجاز من أسلوب تفسيري لأسلوب قرآني جمالي.
وممن عالج هذا الجانب كذلك الفراء ، أبو عبيد ، وعبد القاهر الجرجاني تحت عناوين مختلفة مثل الاستعارة ـ القلب ـ الحذف ـ التكرار ـ والحشو ـ والكناية المرسلة ، وغيرها ومثل على ذلك.
وقد اعتبر المؤلف أن هذه الأشياء ساهمت في تطوير التفسير البياني. ثم ذكر بعد ذلك ثلاثة عناصر اعتنى بها التحليل البياني وهي تنتمي إليه.
١ ـ اللعن كمنطوق إلهي وصرفها كمسألة فرضية تصويرية.
٢ ـ مسائل بيانية مثل التقرير ، والتعجب ، والتوبيخ.
٣ ـ أوامر منعية كالتهديد ، والتعذيب ، والإباحة.
ثم ذكر أن هذه الأغراض نتج عنها وجوه إعجازية قرآنية بديعة والتي تبناها
__________________
(١) سورة يوسف : ٨٢.