التعريف بالكتاب :
يعتبر كتاب (تاريخ القرآن) ل «تيودور نولديكه» من أهم الكتب في ميدان البحث في الدراسات القرآنية ، يقع الكتاب في ثلاثة أجزاء كبار تقارب تسعمائة صفحة.
كانت بداية عمله لهذا الكتاب بحثا قدمه لنيل رسالة الدكتوراة الأولى في عام (١٨٦٥ م). وقد ذكر «عبد الرحمن بدوي» ، «ورودي بارت» أنها كانت بعنوان (تاريخ القرآن) أما «عقيقي» فيقول إنها كانت بعنوان (أصل وتركيب سور القرآن) من جامعة جبتنجن في ألمانيا. وبعد عامين في سنة ١٨٥٨ م أعلنت أكاديمية باريس قسم (مجمع الكتابات والآداب) عن جائزة لبحث يكتب في هذا الموضوع فتقدم له «نولديكه» وتقاسم هو و «أسبرنجر» و «ميكيله أماري» الظفر بالجائزة التي ضوعفت حتى نال كل واحد منهم من الثلاثة مبلغ (١٣٣٣) فرنك فرنسي.
وبعد ذلك بعامين آخرين (١٨٦٠ م) نشر «نولديكه» ترجمة ألمانية لرسالته (وكانت رسالته باللاتينية) وكانت بعنوان (تاريخ القرآن) وهذه الطبعة توسع «نولديكه» فيها جدا فيما بعد بالتعاون مع تلميذه أشفالي. وبعد رجوعه لكثير من المصادر والمراجع. ثم ظهرت مجلدات في عام ١٩٠٩ ، ١٩١٩ ، ١٩٣٨. ونهض بتعديل الجزءين الأولين المستشرق «فريدرش شفاللي» فلما مات قام «جوتهلف برجشتستير» بالعمل في الجزء الثالث ولكنه مات قبل أن يفرغ منه فأكمله «أوتو برتس» وأخرجه بعنوان (تاريخ النص القرآني) وبهذا تم الكتاب بشكله الحالي.
أجزاء الكتاب الثلاثة :
تناول المؤلف في الجزء الأول : الوحي ومظاهره ذاكرا أن ظاهرة الوحي كانت نتيجة انفعالات طاغية كانت تسيطر على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم تناول في هذا الجزء مصادر القرآن الكريم ذاكرا بعض الادعاءات التي تزعمها غيره من