هو المقتبس من القرآن ما قاله الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي [أن أمية يأخذ في شعره الكوني والديني من أساليب القرآن ومعانيه وروحه كما في قوله من قصيدة :
عند ذي العرش يعرضون عليه |
|
يعلم الجهر والكلام الخفيا |
يوم نأتيه وهو رب رحيم |
|
إنه كان وعده مأتيا |
يوم نأتيه مثل ما قال فردا |
|
لم يذر فيه راشدا وغويا |
أسعد سعادة أنا أرجو |
|
أم مهان بما كسبت شيئا |
رب كلا حتمته وأرد النار |
|
كتابا حتمته مقضيا |
ولأمية قصائد أخرى عليها الطابع القرآني كقصيدته في حادثة الفيل وقصة إرسال الله موسى وهارون عليهماالسلام إلى فرعون وغيرهما من القصص.
وأنا لا أشك في سعة ثقافة أمية لنهله من النصرانية حتى عده بعضهم من شعرائها فقصد القصائد في القصص الإنجيلي كقصيدته في قصة مريم وابنها عيسى عليهماالسلام. ولنهله من اليهودية حتى عد من روادها الذين قصدوا لها حيث نظم قصائد كثيرة في القصص التوراتي. فهذا كله يجعلنا نزداد جزما أن أمية كما أخذ من التوراة والإنجيل أخذ من القرآن لا العكس](١).
كما أن كثيرا من الأشعار المنسوبة إليه محل ريبة كما ذكر ذلك أكثر من واحد. حيث صنعها غيره ونسبوها له ؛ لمعرفتهم بطبيعة شعر أمية. ولتأخذ طابع الأقدمية والأصالة.
وقد ذكر الريبة في بعض أشعار الجاهليين وإلصاق بعض الأشعار لهم مع أنهم لم يقولوها بعض المستشرقين أمثال «تيودور نولديكه» و «ديفيد صمويل رجليوث» و «ه. الفرت» و «أ. بروينلش» و «أجنتس جولد تسيهر» و «أوجست أشبرنجر» و «ف. كرنكسوف» ، وغيرهم.
__________________
(١) انظر الشعراء الجاهليون ص ٩٥ ـ ١١٦ (بتصرف).