الشخص أحيانا في صورة إنسان أو حيوان أو نبات) (١).
كما أن المشابهة بين لفظة أو لفظتين مع اختلاف دلالتها ليست دليلا على الاقتباس والأخذ كما هو في أبيات امرئ القيس المزعوم نسبتها له.
والملاحظ أن هذه الأبيات لم تثبت تاريخيا لامرئ القيس إلا عند المستشرقين أنفسهم.
والأبيات المزعومة تتحدث عن وصف الحبيبة الموعودة باللقاء وفيها يتغزل الشاعر بمحبوبته فقصده من (الساعة) ساعة موعد اللقاء ، ويقصد (بانشقاق القمر) ظهور وجه محبوبته من وسط سواد شعرها أو ظلام الليل. ويقصد ب (فتعاطى فعقر) أن سهام العيون ولحاظ النظر أصابته فجرحته وجعلته (كهشيم المحتظر) بينما نجد أن القرآن الكريم استعمل هذه الكلمات في الحديث عن الكون ومصيره ، وعن معجزة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الباهرة في انشقاق القمر عند ما طلبت قريش منه ذلك (٢).
أما عبارة (فتعاطى فعقر) القرآنية فقد وردت في سياق الحديث عن الفاسق الشقي من قوم صالح الذي انطلق لعقر ناقة نبي الله صالح ـ عليهالسلام ـ والتي سبق أن طلبوها منه ليدلل على صدق دعوته ونبوته.
والآيات كما وردت في سورة القمر قال تعالى : (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ)(٣).
فلو سلمنا صحة نسبة هذه الأبيات لامرئ القيس فوجود هذه الألفاظ المستعملة في غير ما استعملت له في القرآن الكريم لا يقتضي الأخذ والاقتباس.
__________________
(١) انظر مدخل إلى القرآن ص ١٤٣ ـ ١٤٤ (بتصرف).
(٢) انظر حادثة انشقاق القمر في مسند الإمام أحمد ١ / ٣٧٧ وغيره من كتب السنة.
(٣) سورة القمر : (٢٧ ـ ٣١).