السلام ـ كإطعامه خمسة آلاف شخص بخمسة أرغفة وسمكتين (١).
ثم ذكروا نزول هذه المائدة من السماء بناء على دعاء بطرس حيث نزل إناء مثل ملاءة عظيمة مربوطة أطرافه ومدلاة على الأرض وكان في المائدة كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء وطلب منه أن يذبح ويأكل ما شاء ثم ارتفع الإناء إلى السماء. ولكنهم اعتبروها رؤيا رآها بطرس لا حقيقة (٢).
وهذا يشير أن ما ذكره القرآن صحيحا وله أصل.
أما التغيير والتبديل والتحريف والزيادة والنقصان عهدته على هذه الأناجيل التي لعبت فيها أيدي الكتبة وعامل الوقت بتغيير صورتها. والنصارى في جملتهم لا يألون جهدا في تكذيب نبينا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقرآنه وهي القاعدة التي بنوا عليها أمر دينهم وقد صرح بذلك أحد كبار النصرانية في القرن السابع وأكده كثير من المستشرقين والمبشرين في القرن العشرين.
سأل الإمام الرازي هذا النصراني : [.. ألا أخبرتني عن قاعدة أساس دينك ..].
قال النصراني : قاعدة ديننا مبنية على تكذيب محمد والعمل على عداوته حتى لو وجد في عصرنا لقتلناه أنجس قتلة ، ولو أظفرنا الله بملوك أمته وعلمائهم وأئمتهم لتقربنا إلى الله تعالى بذبحهم وسلخ جلودهم ، وجلود عبّادهم وزهادهم ، وسائر صلحائهم. ولو وقع بأيدينا كل كتاب لهم من الكتب التي يسمونها بالعلم والحكمة والمعرفة ، وكتب التفسير والحديث ، وصحف القرآن لمزقنا الجميع وألقيناها في سنادس البول والغائط ، ونحن فمتى لم نعتقد أن فعل ذلك من أعظم
__________________
(١) انظر إنجيل متى الإصحاح ١٤ فقرة ٣ ـ ٢٢ ، ومرقص الإصحاح ٦ فقرة ٣١ ـ ٤٤ ولوقا الإصحاح ٩ فقرة ١٠ ـ ١٧ ، ويوحنا الإصحاح ٦ فقرة ٥ ـ ١.
(٢) انظر أعمال الرسل الإصحاح العاشر فقرة ٩ ـ ١٦.