امرأة. وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح أنه صارت رعودا وبروقا وسحابا ثقيلا على الجبل وصوت بوق شديد جدا فارتعد كل الشعب الذي في المحلة لملاقاة الله فوقفوا في أسفل الجبل ، وكان جبل سيناء ، كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون ، وارتجف كل الجبل جدا فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت](١).
وعبارة «تحت الجبل» (٢) تحتمل المعنيين :
الأول : على سفحه وفي أسفله.
والثاني : تحت بمعنى أن الجبل صار كأنه ظلة فوقهم وهو ما أشار إليه القرآن الكريم.
وما جاء في التوراة في سفر الخروج ليس بعيدا عن هذا ، بل هو نفسه لأن وصف الجبل بهذه الصورة من الحركة والارتجاف الشديد مقدمة للنتق ويكون عندئذ كلام «تسدال» وراءه نواياه المبيتة بالكيد للإسلام وقلب الحقائق. وحتى لو فرضنا أن التوراة ولا أي مصدر يهودي ذكر القصة ولم يذكرها إلا القرآن الكريم فيكون ذلك ميزة لهذا الكتاب العظيم على غيره من كتب السماء ، حيث ذكر قصة نبي من الأنبياء عانى من قومه أكثر مما عاناه أي نبي آخر حتى وهم يظهرون أنهم سائرون معه طائعون لأمره. وقصة الجبل تبين نفسية هؤلاء القوم حيث صورتهم على حقيقتهم أنهم لا يتوبون إلا بالعصا ، ولا يخافون حتى يروا العذاب الأليم.
فهؤلاء هم اليهود يسمعون كلام موسى لربهم ومع هذا يطلبون رؤية الله جهرة فأخذتهم صاعقة الموت ردعا لهم ولكن أنى يرتدعون أما ما ذكره «تسدال» أن القصة أسطورة هندية فهو مجرد ادعاء حيث لم يبين لنا «تسدال»
__________________
(١) العهد القديم سفر الخروج ١٩ / ١٤ ـ ١٩.
(٢) مصادر الإسلام ص ٤٠ وما بعدها.