أين ذكرت هذه القصة عندهم ولا في أي مرجع هندي. والذي يعرف أسلوب «تسدال» في قلب الحقائق الواضحة لا يأمنه في أقواله كلها وحتى لو وردت القصة عند أمم أخرى فهي عندنا حقيقة لا مجال للشك فيها لأنها أخبار من رب العالمين في أصدق كتاب مبين قال تعالى : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(١).
وقلع الجبل فوقهم هو المتبادر من الآية بمعونة السياق وهي صريحة فيه.
وهذه المسألة من الممكنات العقلية فالله صاحب القدرة والسلطان لذا بعد كل هذا البيان من نصوص التوراة والقرآن والأدلة العقلية لا داعي «لتسدال» وزمرته الإنكار والتشكيك في القرآن وزعمه أنها أسطورة وخرافة. بل عليهم التسليم والإذعان بصحة ما جاء في هذا القرآن الكريم وهذا شأن العقلاء من العلماء المخلصين.
٩ ـ أما زعم «تسدال» أن المسلمين ذكروا نزول القرآن من اللوح المحفوظ ، وحفظه فيه تقليدا لوضع موسى الألواح في التابوت وظنا منهم أن التابوت هو اللوح المحفوظ (٢).
قلت : هذا من خبث هؤلاء المستشرقين فهم عند ما يريدون أن يجعلوا محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مؤلفا للقرآن الكريم يصفوه بالذكي الألمعي الذي استطاع بجلسات قصيرة ومحدودة مع أحبار اليهود ورهبان النصارى وتلاميذ المجوسية وكهان السامرائية أن يؤلف كل هذه العقائد والشرائع. وعند ما يريدون تقرير أغاليط كهذه يصفوا أتباعه بالبساطة والسذاجة لقبولهم كل هذه الأمور حيث لم يعرف محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هذا اللوح أهو تابوت موسى ـ عليهالسلام ـ أم
__________________
(١) سورة الأعراف الآية (١٧١).
(٢) مصادر الإسلام ص ٤٠ وما بعدها.