٣ ـ وضع فكرة معينة في أذهانهم ، ثم البدء بتصيد الأدلة لإثباتها على عكس المنهج العلمي الاستدلالي.
وحين يبحثون عن هذه الأدلة لاتهمهم صحتها بمقدار ما يهمهم إمكان الاستفادة منها لدعم آرائهم الشخصية. وكثيرا ما يستنبطون الأمر الكلي من حادثة جزئية ، أو أنهم يدخلون مشاعرهم الشخصية وآراءهم وأهواءهم الخاصة فيفسرون الحوادث ويناقشون النصوص ، ويحللون القضايا والشخصيات الإسلامية على ضوء وجهة نظرهم ، وتجدهم يؤيدونها بأدلة واهية أو ضعيفة من كتب موثوقة أو غير موثوقة.
وغالبا ما يضطرهم هذا المنهج إلى الكذب والمغالطات ، واقتطاع النصوص (١).
وخير من مثل هذا المنهج «جولد تسيهر» في كتبه ومن الأمثلة على ذلك : زعم «جولد تسيهر» أن الحديث مجموعة من صنع القرون الثلاثة الأولى للهجرة وليس قول الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كما ادعى أن أحكام الشريعة لم تكن معروفة لجمهور المسلمين في الصدر الأول من الإسلام وأن الجهل بها وبتاريخ الإسلام كان لاصقا بكبار الأئمة.
وقد حشد لذلك بعض الروايات الساقطة المتهافتة. وكان ممن نهج هذا المنهج كذلك المستشرق «جب» حيث كان يقدم فرضيات مسبقة ثم يحاول البحث عن نصوص وقرائن لكي يضعها موضع القطع واليقين. لا يبالي في ذلك تزييف الأدلة أو نقضها أو نقل شطر منها وترك شطر آخر.
فمن مزاعمه أن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يكن نبيا ـ وإن كان لدى العرب من بقايا عهد إبراهيم ـ إنما هو من مخترعاتهم وتقاليدهم التي ابتدعوها من عند أنفسهم.
__________________
(١) أجنحة المكر الثلاثة ص ١٤٢ ـ ١٤٧ ، وافتراءات الباز ص ٢٥.