ومن ذلك زعمه أن تقديس الكعبة ليس أثرا من آثار دعوة إبراهيم ـ عليهالسلام ـ وإنما هو شيء نسجته البيئة العربية فكان تقليدا.
وزعمه كذلك أن الجان مخلوقات وهمية وما جاء في القرآن عنها كذلك هو وهم ... إلى آخر أقواله (١).
وكذلك المستشرق «مرجليوث» تجده يقطع النصوص ليؤكد ما في نفسه من باطل فقد ذكر حديث (إنما حبب إليّ في دنياكم الطيب والنساء) مخفيا باقي الحديث (وجعلت قرة عيني في الصلاة) حتى يظهر شخصية الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مشغوفة بأمور الدنيا (٢).
٤ ـ دس بعضهم مقدارا من السم في مؤلفاتهم ولا يزيدون على هذا المقدار حتى لا يستوحش القارئ ولا يثير ذلك فيه الحذر ، ولا تضعف ثقته بنزاهة المؤلف (٣).
فمن هؤلاء المستشرقين الذين سلكوا هذا المنهج : «جوستاف لوبون» في كتابه (حضارة العرب). الذي سار في كتابه سيرا جيدا بإظهار مزايا العرب ومآثرهم على غير عادة قومه ولكنه عند ما تحدث عن سيرة الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والقرآن لم يستطع إخفاء ما في نفسه ضدها. فاتهم الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بميله الشديد للنساء وشهوانيته. وعند حديثه عن القرآن اعتبره نوبات صرعية كانت تغشاه إلى غير ذلك من الأخطاء (٤).
ومنهم «بروكلمان» في كتابه (تاريخ الأدب العربي) حيث سار في كتابه سيرا منهجيا وعند ما تحدث عن القرآن وجمعه لم يستطع إخفاء عدائه فاعتبره كذلك نوبات صرع. وعند ما تحدث عن التفسير اعتبره علما لا أصل له إلى
__________________
(١) الإسلام والمستشرقون ص ٦٩ ـ ٧٠.
(٢) نفس المرجع ص ١٠١.
(٣) انظر كتاب الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص ١٩٠.
(٤) حضارة العرب «جوستاف لوبون» ص ١٤٢.