ومن كذبهم كذلك قصة الغرانيق وسجود محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأصنام قريش اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى واحتفالهم البالغ بمعراج ابن عباس ومقارنتهم بينه وبين الكوميديا الإلهية.
مع أن هذه القصص وأمثالها من القصص المكذوبة المفضوحة التي تردها روايات السنة الصحيحة ، وروايات التاريخ الصادقة ويردها ذلك العقل السوي المتجرد في الحكم على الأشياء وقد بينت عوار هاتين الروايتين : قصة زواجه من السيدة زينب بنت جحش وقصة الغرانيق وسجوده للآلهة المزعومة في مواطن أخرى من الرسالة.
٧ ـ اختراع العلل لبعض القضايا الإسلامية بمحض التخيل والتحكم والهوى بقصد الإساءة للإسلام.
من ذلك ما جاء في كتاب (دراسة عن الإسلام في إفريقية السوداء) لمؤلفه «فيليب فونداسي».
تفسير أحد المستشرقين لموقف الإسلام من المال تفسيرا بعيدا عن التصور الإسلامي له ، فاهما قوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها ..)(١). حيث قال : (إن الأموال المادية ـ في نظر الإسلام ـ هي من أصل شيطاني نجس ، ويحل للمسلم أن يتمتع بهذه الأموال شريطة أن يطهرها وذلك بإرجاع الأموال إلى الله).
وقد ردد هذا الفهم الأب «دومينيكاني» الذي كان يقيم في مصر في إحدى محاضراته عن علم الكلام في جامعة مونتريال (إن المسلمين يتجنبون الناس الذين يشتغلون بالمال ، ويعتبرونهم أقرب للكلاب منهم للبشر ولا شك أن كلاما كهذا في مجتمع مادي النزعة يسيء للإسلام والمسلمين أيما إساءة) (٢).
__________________
(١) سورة التوبة ١٠٣.
(٢) الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ـ د. محمد البهي ص ٥٧.