الأعماق كعقدة متأصلة في الداخل بحيث تحرك الإنسان حركة مرضيّة في جانب السلب والإيجاب.
وقد نستلهم ذلك من ملاحظة الحديث عن الفئة الأولى التي كفرت بعد إيمانها ، ثم تابت وأصلحت ، فقبل الله توبتها لأنه علم صدقها من خلال تعقّب التوبة بالإصلاح ، مما جعل الموقف موقف جدّ وصدق. أما هذه الفئة فإنها لم تكتف بالكفر بل ازدادت كفرا وعبثا وضلالا ، مما جعل الموقف موقف تمثيل وضلال لا مجال فيه للحق وللصدق. وبهذا نفهم الفرق بين الآية السابقة وهذه الآية ؛ والله العالم بحقائق آياته. وربما يكون المراد من عدم قبول توبتهم في حالة اليأس معاينتهم الموقف في الآخرة ـ كما عن بعض المفسرين ـ ولكن هذا لا يتضح من ظاهر الآية ، بل يبدو أنّها تتحدث عن حالتهم في الحياة في وجودهم داخل المجتمع الإسلامي ، وقبول المجتمع لهم بقبول الله لتوبتهم ـ كما يحاولون ـ.
* * *