عند ما يكتشف هذا الإنسان أن العفو أقرب للتقوى ، وأن الصبر خير للصابرين ، وأن حلّ المشكلة بالوسائل السلمية هو الأفضل في مواجهة سلبيات الواقع.
وربما يحتاج الإنسان إلى أن يدخل في منطقة سلام في المواقع الحارّة من الصراع بموجب المعاهدات والمواثيق بين الناس ، ليعيش الناس فيها بعضا من الهدوء النفسي والسلام العملي ، ليكون ذلك بمثابة المنطقة التي يستريح فيها أبناء الخير من أجل تجديد الروح المندفعة نحو الخير في الدرب الطويل.
* * *
ما شروط الحج؟
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً). لقد تحدثت الأحاديث عن تحديد الاستطاعة بالتمكن من الزاد والراحلة في ضمن شروط شرعية معينة مذكورة في كتب الفقه ، وبالقدرة البدنية على ذلك مما هو محدد في محلّه.
ولا بأس بالحديث عن عدة نقاط حول الموضوع :
الأولى : وردت عدة أحاديث مأثورة عن أهل البيت عليهمالسلام في عدم جواز تعطيل الكعبة عن الحج ، فقد جاء عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : كان علي يقول لولده : «الله الله في بيت ربكم ، لا تخلوه ما بقيتم ، فإنه ان ترك لم تناظروا (١). وعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ـ جعفر الصادق عليهالسلام ـ يقول : أما إن الناس لو تركوا حج هذا البيت لنزل بهم العذاب وما نوظروا (٢).
وجاء عن الإمام الصادق في رواية عبد الله بن سنان قال : لو عطل الناس الحج لوجب على الإمام أن يجبرهم على الحج إن شاءوا وإن أبوا ، لأنّ هذا
__________________
(١) نهج البلاغة ، الكتاب / ٤٧.
(٢) البحار ، م : ٣٥ ، ج : ٩٦ ، ص : ٢٦١ ، باب : ٢ ، رواية : ٦٩.