تصدق إلا على ما زاد عن اثنين ، فكيف تنطبق الأولى على الحسن والحسين عليهماالسلام ، والثانية على سيدتنا فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، والثالثة على أمير المؤمنين علي عليهالسلام؟
والجواب : إن القيمة التكريمية المميزة كانت من خلال تطبيق الجمع على هؤلاء واقتصاره عليهم ، في الوقت الذي يمكن للكلمة ـ في ذاتها ـ أن تنطبق على أكثر من ذلك ، فلم تكن الكلمات المذكورة واردة في هؤلاء على نحو اختصاص المضمون اللغوي بهم بل من خلال اختصاص الاختيار النبوي ـ بوحي الله ـ بهم ، وهذا أمر وارد في أكثر من آية ، حيث تأتي الآية بصيغة الجمع لتأكيد المبدأ العام الشامل لكلّ الأفراد من حيث القاعدة مع أن المصداق واحد كما ورد ذلك في قوله تعالى : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ) [آل عمران : ١٧٣]. فقد ذكر فريق من المفسرين أن القائل هو نسيم ابن مسعود ، لأنه كان قد أخذ أمرا من أبي سفيان لتخويف المسلمين من المشركين ، وقوله تعالى : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ) [آل عمران : ١٨١]. فقد ذكر في كلام المفسرين أن القائل هو حيي بن أخطب أو فنحاص ، وذلك باعتبار أن اليهود الآخرين يتفقون معه في هذا القول أو يرضون به مما يجعل قوله قولهم ، ونحو ذلك من الآيات والكلمات المروية عن كلام العرب التي تنطلق في موقع الفرد الواحد ليتحدث عنها بصيغة الجمع من أجل الإيحاء بأن المسألة لا تقتصر عليه بل تتعداه ـ من خلال الذهنية المشتركة بينه وبين فريقه ـ إلى الفريق كله.
أمّا في هذه الآية ، فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بتوجيه من الله تعالى له ، ـ أراد له أن يؤكد المباهلة في خط التحدي الكبير في موقع الاستعداد لتعريض أعز الناس عليه للخطر الآتي من النتائج السلبية المطروحة في ساحة المباهلة بهلال الكاذب ، وأطلق الحديث عن الأبناء والنساء والأنفس ممن يختص به لإطلاق المبدأ في هذه العناوين ، فكأنه يريد أن يقول لهم إنه على استعداد لدعوة هؤلاء بكل ما يمثلونه من عمق عاطفي في نفسه إلى المباهلة ، للتدليل على صدق