برّها من فاجرها ، ورطبها ويابسها ، لأنّ الله علم نبيّه علم ما كان وما يكون ، وورث ذلك السرّ المصون ، الأوصياء المنتجبون ، ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون ، وكيف يفرض الله على عباده طاعة من يحجب عنه ملكوت السماء والأرض؟ وإن الكلمة من آل محمد تنصرف إلى سبعين وجها».
ـ [قال المؤلف :] وكلما ذكر في الذكر الحكيم والكلام القديم ، من آية يذكر فيها العين والوجه ، واليد والجنب ، فالمراد منها الولي لأنه جنب الله ، ووجه الله ، يعني حق الله وعلم الله ، وعين الله ويد الله ، لأنّ ظاهرهم باطن الصفات الظاهرة ، وباطنهم ظاهر الصفات الباطنة ، فهم ظاهر الباطن وباطن الظاهر وإليه الإشارة بقوله : «إن لله أعينا وأيادي ، وأنا وأنت يا علي منها» ـ.
«فهم الجنب العلي والوجه الرضي ، والمنهل الروي ، والصراط السوي ، الوسيلة إلى الله ، والوصلة إلى عفوه ورضاه ، سرّ الواحد والأحد ، فلا يقاس بهم من الخلق أحد ، فهم خاصة الله وخالصته ، وسرّ الديان وكلمته ، وباب الإيمان وكعبته ، وحجّة الله ومحجّته ، وأعلام الهدى ورايته ، وفضل الله ورحمته ، وعين اليقين وحقيقته ، وصراط الحق وعصمته ، ومبدأ الوجود وغايته ، وقدرة الرب ومشيئته ، وأمّ الكتاب وخاتمته ، وفصل الخطاب ودلالته ، وخزنة الوحي وحفظته ، وأمنة الذكر وترجمته ، ومعدن التنزيل ونهايته ، فهم الكواكب العلوية ، والأنوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية ، في سماء العظمة المحمدية ، الأغصان النبوية ، النابعة في الدرجة الأحمدية ، الأسرار الإلهية المودعة في الهياكل البشرية ، الذرية الزكية ، والعترة الهاشمية ، الهادية المهدية ، أولئك هم خير البرية ، فهم الأئمة الطاهرون والعترة المعصومون ، والذرية الأكرمين والخلفاء الراشدين ، والكبراء الصديقين ، والأوصياء المنتجبين ، والأسباط المرضيين ، والهداة المهديين ، والغرّ الميامين ، آل طه وياسين ، وحجّة الله على الأوّلين والآخرين ، اسمهم مكتوب على الأحجار ، وعلى أوراق الأشجار ، وعلى أجنحة الأطيار ، وعلى أبواب الجنة والنار ، وعلى العرش والأفلاك ، وعلى أجنحة الأملاك ، وعلى حجب الجلال ، وسرادقات العزّ والجمال ، وباسمهم تسبّح الأطيار ، وتستغفر لشيعتهم الحيتان في لجج البحار ، وإن الله لم يخلق خلقا إلّا وأخذ عليه الإقرار بالوحدانية ، والولاية