إلى إسحاق ، وأوصى إسحاق إلى يعقوب ويعقوب إلى يوسف ، ويوسف إلى شريا وشريا إلى شعيب ودفعها شعيب إلى موسى ، وموسى إلى يوشع بن نون ويوشع إلى داود وداود إلى سليمان ، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف زكريا ، ودفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم وأوصى عيسى إلى شمعون وأوصى شمعون إلى يحيى ، ويحيى إلى منذر ومنذر إلى سليمة ودفعها سليمة إلى بردة ودفعها بردة إليّ ، وأنا دافعها إليك يا علي وتدفعها أنت إلى الحسن ويدفعها الحسن إلى الحسين ، ويدفعها الحسين إلى أوصيائه حتى تدفع خير أهل الإرث بعدك ، ولتكفرن بك الامّة ولتختلفنّ عليك ، والثابت عليك كالثابت معي ، والشاذّ عنك في النار ، والنار مثوى الكافرين (١).
وإن الله جعل لكل نبي عدوّا من شياطين الإنس والجن. احتج خصم ، فقال : كيف تجدد النص (كذا) عليهالسلام مخالفة هذه الوصية إذ كتمها بعد هذا النص الصريح على علي؟ فقلت له : ألست تعلم أنت وكل مسلم أن اليهود والنصارى كتموا نصّ موسى وعيسى على محمد صلىاللهعليهوآله ونسوا اسمه الموجود في التوراة والإنجيل المذكور في صريح القرآن واستدبروه وجحدوه وكتموه ولم يلتفتوا إليه ، وأن قوم موسى شهدوا على موسى باستخلافه لهارون أخيه ، ولما غاب عنهم عكفوا على العجل وأرادوا قتل هارون ، وقد صرّح القرآن بذلك ، وأن اليهود جحدوا صريح النص على محمّد صلىاللهعليهوآله في كتابهم جهلا وحبّا للرئاسة ، وهكذا ضلّ من هو دونهم طلبا للرئاسة وحسدا على النعمة والفضيلة ، أو ليس قد قال النبي صلىاللهعليهوآله : ستفترق هذه الأمّة على ثلاثة وسبعين (٢) واحدة ناجية والباقون في النار ، وهذا عذر واضح لعلي عليهالسلام وعترته وقعودهم عن حقّهم ، لأنه لا تقوى فرقة واحدة على اثنتين وسبعين ، وأين أهل النصر لهم وقد أعذر القرآن من (اقر) (٣) عن أكثرهم مرائين بغير خلاف ، ثم إن الله سبحانه قد نصّ على معرفته أبلغ ممّا نصّ على أوليائه في المشارق والمغارب من حكم هو صانعها ، وآيات هو موجود بدئها ، كل عاقل يشهد بوجود الصانع وقدرته ، وقد كان قوم جحدوا
__________________
(١) بحار الأنوار : ٢٣ / ٥٧ ، ح ١.
(٢) راجع : سنن أبي داود ح ٤٥٩٧ كتاب السنّة ، ومسند أحمد : ح ١٦٤٩٠ وفي رواية اثنين وسبعين.
(٣) كذا بالأصل.