ومعيّنا من الله والرسول (ص) وأحرص الناس على الهداية وأقربهم للاتباع والانتفاع به في امور الشريعة والآخرة وأحفظهم للحوزة وحقوق الرعيّة وسياستها على النهج الشرعي فلا بدّ ان يكون فاضلا في صفات الكمال كلّها من الفهم والرأي والعلم والحزم والكرم والشجاعة وحسن الخلق والعفة والزهد والعدل والتقوى والسياسة الشرعية وهي الغاية من رسالة الرسول (ص) ولا اشكال في أن عليّا أمير المؤمنين (ع) حائز لجميع الصفات الكمالية والأفضلية لكثرة جهاده وعظم بلائه في وقائع النبي (ص) بأجمعها ولم يبلغ أحد درجته في غزوة بدر واحد ويوم الأحزاب وخيبر وحنين وغيرها.
وذهبت الامامية الاثنا عشرية والزيدية والإسماعيلية واكابر الصحابة من قبيل سلمان الفارسي والمقداد وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمّار وابو ذر الغفاري وبلال وحذيفة اليماني ومن التابعين عطاء ومجاهد وسلمة بن كهيل إلى أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) أفضل وهو اختيار البغداديين كافة وابو عبد الله البصري ونقول الفضائل اما نفسانية او بدنيّة وعليّ عليهالسلام كان أكمل وأفضل من باقي الصحابة حتى باعتراف ابي بكر وعمر وعثمان فيهما ، ويدلّ على ذلك وجوه الأول أنّ عليا عليهالسلام كان اكثر جهادا وأعظم بلاء في غزوات النبي (ص) بأجمعها ولم يبلغ أحد درجته في ذلك منها في غزوة بدر وهي أول حرب امتحن الله بها المؤمنين لقلتهم وكثرة المشركين فقتل عليّ الوليد بن عتبة بن ربيعة ثم شيبة ثم ابن ربيعة ثم العاص بن سعد بن أبي العاص ثم حنظلة بن ابي سفيان ثم طعمة بن عدي ثم نوفل بن خويلد وكان شجاعا وسأله النبي (ص) ان يكفيه أمره فقتله عليّ عليهالسلام ولم يزل يقاتل حتى قتل نصف المشركين والباقي من المسلمين وثلاثة آلاف من الملائكة مسوين وعلي معهم قتلوا النصف الآخر ومع ذلك كانت الراية في يد عليّ (ع) ومنها في غزوة احد جمع له الرسول بين اللواء والراية وكانت راية المشركين مع طلحة بن ابي طلحة وكان يسمّى كبش الكتيبة