على خلاف الحق فكانوا دعاة فرقة وأئمة ضلال فحكموا على الشيعة بالأخص من دون بيان لمستند الحكم ودليل للفتوى بأن قتالهم أي الشيعة ، جهاد أكبر ومن قتل في حربهم فهو شهيد ويقول في خاتمة الفتوى ومن شك في كفرهم أي الشيعة كان كافرا وآخر يقول في الخلاصة الرافضي إذا كان يسب الشيخين فهو كافر وان كان يفضل عليّا عليهما فهو مبتدع (فراجع رسائل ابن عابدين ج ٢ ص ١٤٩) وهكذا زيّنوا للناس حبّ الوقيعة بعضهم ببعض وأباحوا قتل المؤمن المسلم بيد أخيه المسلم بدون تثبت في الحكم ووقوف أمام حرمة ذلك وليس غرضهم إلا ارضاء السلطة وإن غضب الله عليهم والشيعة لا تصير في بغض من عادى عليّا فإنّ مبغض علي منافق بنصّ الحديث الشريف يا عليّ لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضنك إلا منافق ، وإنّ المنافقين لفي الدرك الأسفل من النار ، وأن المشايخ الثلاثة خالفوا قول الله تعالى وقول الرسول (ص) في حق أهل البيت وقد ثبت أن بعض من وسموا بالصحبة كانوا يبغضون عليا (ع) ويسبّونه وقد اشتهر ذلك عنهم :
فالله يشهد إنا لا نحبّهم |
|
لله لا نخشى في ذاك من غضبا |
وبدون شك أنّ معاوية وحزبه كانت تتجلى بهم صفة البغض لعلي وأهل البيت وابنه الخبيث يزيد قتل الحسين (ع) سيّد شباب أهل الجنة وصار عارا على المسلمين عامة وعلى العرب خاصّة كما أعلن معاوية شتم علي وجعله سنة وتتبع أنصاره وحزبه من الصحابة والتابعين فأذاقهم أنواع الأذى والمحن وأعمال معاوية وأمثاله لا يمكن السكوت عنها ولا طريق إلى حملها على وجه صحيح وليس من الإنصاف ان يقال إن معاوية مجتهد ومتأول وقد عطّل الحدود وأبطل الشهود وقتل النفس المحرّمة وسبى نساء المسلمين وعرضهنّ في الأسواق فيكشف عن سوقهن فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها كما ذكره في الاستيعاب ج ١ ص ١٥٧ الى كثير من تلك