فإن كان ما يقوله معاوية حقا فقد ارتكب عمر خطأ في أخذه وان كان باطلا فكيف يجوز تقديمه على طوائف المسلمين.
وروى الطبري ص ٣٠٣ ج ١١ في حوادث سنة (٢٨٤) ان المعتضد عزم في هذه السنة على لعن معاوية على المنابر وأمر بإنشاء كتاب يقرأ على الناس وكان من جملته في ذكر أبي سفيان فحارب مجاهدا ودافع مكايدا وأقام منابذا حتى قهره السيف وعلا أمر الله وهم كارهون فتقول بالإسلام غير منطو عليه واسر الكفر غير مقلع عنه فعرفه بذلك رسول الله (ص) والمسلمون وميز له المؤلفة قلوبهم فقبله وولده على علم منه فمن ما لعنهم الله به على لسان نبيه (ص) قوله تعالى (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً) ولا اختلاف بين أحد انه أراد بها بني أمية ومنه قول النبي (ص) لعن الله الراكب والقائد والسائق. منذ رأى النبي (ص) أبا سفيان مقبلا على حمار ومعاوية يقوده ويزيد يسوقه ومنه ما يرويه الرواة عنه من قوله يوم بيعة عثمان (تلقفوها يا بني عبد شمس تلقف الكرة فو الله ما من جنة ولا نار) إلى أن قال ومنها الرؤيا التي رآها رسول الله (ص) فما رؤي بعدها ضاحكا فأنزل الله (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) فذكروا أنه رأى نفرا من بني أمية ينزون على منبره نزو القردة إلى أن قال (ومنها ما أنزل الله على نبيه (ص) ليلة القدر خير من ألف شهر) قالوا ملك بني أمية ومنها أن رسول الله (ص) دعا معاوية ليكتب بين يديه فدافع بإمرة واعتل بطعامه فقال لا أشبع الله بطنه فبقي لا يشبع وهو يقول والله ما أترك الطعام شبعا ولكن اعياء ومنها ان رسول الله (ص) قال يطلع من هذا القبح رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية.
ومنها ان رسول الله (ص) قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.
ومنها الحديث المشهور المرفوع أنه (ص) قال إن معاوية في تابوت