أى بمشايخه وكُبَرائه. والكُبْر هاهنا : جمع الأَكْبَر ، كأحمر وحمر.
وفى حديث مازن «بعث نبىّ من مضر يدعو بدين الله الكُبَرِ» الكُبَرُ : جمع الكُبْرَى.
ومنه قوله تعالى «إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ» وفى الكلام مضاف محذوف تقديره : بشرائع دين الله الكُبَر.
وفى حديث الأقرع والأبرص «ورثته كابِراً عن كابِر» أى ورثته عن آبائى وأجدادى ، كَبِيراً عن كبير ، فى العزّ والشّرف.
(ه) وفيه «لا تُكَابِروا الصلاة بمثلها من التّسبيح فى مقام واحد (١)» كأنه أراد لا تغالبوها : أى خفّفوا فى التّسبيح بعد التّسليم.
وقيل : لا يكن التّسبيح الذى فى الصلاة أكثر منها ، ولتكن الصلاة زائدة عليه.
وفيه ذكر «الكَبَائر» فى غير موضع من الحديث ، واحدتها : كبيرة ، وهى الفعلة القبيحة من الذنوب المنهىّ عنها شرعا ، العظيم أمرها ، كالقتل ، والزّنا ، والفرار من الزّحف ، وغير ذلك. وهى من الصّفات الغالبة.
[ه] وفى حديث الإفك «و [هو](٢)(الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ)» أى معظمه.
وقيل : الكِبْر : الإثم ، وهو من الكَبِيرة ، كالخطء من الخطيئة.
وفيه أيضا «أنّ حسّان كان ممّن كَبُر عليها».
ومنه حديث عذاب القبر «إنهما ليعذّبان وما يعذّبان فى كَبِير» أى ليس فى أمر كان يَكْبُر عليهما ويشقّ فعله لو أراده ، لا أنه فى نفسه غير كبير ، وكيف لا يكون كَبِيرا وهما يعذّبان فيه؟
(س) وفيه «لا يدخل الجنة من فى قلبه مثقال حبّة من خردل من كِبْر»
__________________
(١) رواية الهروى : «لا تكابروا الصلاة بمثلها من التسبيح بعد التسليم فى مقام واحد».
(٢) زيادة من ا ، واللسان. والذى فى الهروى : «وقوله تعالى : (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ)».