وفى حديث الضحيّة «ثم انْكَفَأَ إلى كبشين أملحين فذبحهما» أى مال ورجع.
ومنه الحديث «فأضع السّيف فى بطنه ثم أَنْكَفِئُ عليه».
وفى حديث القيامة «وتكون الأرض خبزة واحدة ، يَكْفَؤُها الجبّار بيده كما يَكْفَأُ أحدكم خبزته فى السّفر».
وفى رواية «يَتَكَفَّؤُها» يريد الخبزة الّتى يصنعها المسافر ويضعها فى الملّة ، فإنها لا تبسط كالرّقاقة ، وإنما تقلب على الأيدى حتى تستوى.
[ه] وفى صفة مشيه عليه الصلاة والسلام «كان إذا مشى تَكَفَّى تَكَفِّياً» أى تمايل إلى قدّام ، هكذا روى غير مهموز ، والأصل الهمز ، وبعضهم يرويه مهموزا ، لأن مصدر تفعّل من الصحيح تفعّل ، كتقدّم تقدّما وتَكَفَّأَ تَكَفُّأً ، والهمزة حرف صحيح. فأما إذا اعتلّ انكسرت عين المستقبل منه ، نحو : تحفّى تحفّيا ، وتسمّى تسمّيا ، فإذا خفّفت الهمزة التحقت بالمعتل ، وصار تَكَفِّيا ، بالكسر.
(ه) وفى حديث أبى ذرّ «ولنا عباءتان نُكَافِئ بهما عين الشّمس» أى ندافع ، من المُكَافأة : المقاومة.
(س) وفى حديث أم معبد «رأى شاة فى كِفاء البيت» هو شقّة أو شقّتان تخاط إحداهما بالأخرى ، ثم تجعل فى مؤخّر البيت ، والجمع : أَكْفِئَة ، كحمار ، وأحمرة.
(ه) وفى حديث عمر «أنه انْكَفَأَ لونه عام الرّمادة» أى تغيّر عن حاله.
(س) ومنه حديث الأنصارى «ما لى أرى لونك مُنْكَفِئاً؟ قال : من الجوع».
(ه) وفيه «أنّ رجلا اشترى معدنا بمائة شاة متبع ، فقالت له أمّه : إنك اشتريت ثلاثمائة شاة أمّهاتها مائة ، وأولادها مائة ، وكُفْأَتُها مائة» أصل الكُفْأَة فى الإبل : أن تجعل قطعتين يراوح (١) بينهما فى النّتاج. يقال : أعطنى كُفْأَةَ ناقتك وكَفْأَتَهَا : أى نتاجها. وأَكْفَأت إبلى كُفْأَتين ، إذا جعلتها نصفين ينتج كلّ عام نصفها (٢) ويترك نصفها ، وهو أفضل النّتاج ، كما يفعل بالأرض للزراعة.
__________________
(١) فى ا : «يزاوج».
(٢) فى ا : «تنتج كلّ عام نصفها».