عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (١) ، وقال (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ) (٢).
وإذا أُريد بالارتداد الرجوع عن الدين قُيِّد ، ولهذا لم يَرِد في كتاب الله إلا مقيَّداً. قال سبحانه (مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) (٣) ، وقال (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) (٤) ، وقال (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ) (٥) ، وقال (وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ) (٦).
والحاصل أن الحديث الذي احتج به الجزائري لم يقيَّد فيه الارتداد بأنه عن الدين أو على الأدبار والأعقاب.
وعليه ، فمعنى الحديث هو أن الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجعوا عما التزموا به في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم من مبايعة علي عليهالسلام بإمرة المؤمنين ، فبايعوا غيره.
__________________
(١) سورة النمل ، الآية ٤٠.
(٢) سورة إبراهيم ، الآية ٤٣.
(٣) سورة المائدة ، الآية ٥٤.
(٤) سورة البقرة ، الآية ٢١٧.
(٥) سورة محمد ، الآية ٢٥.
(٦) سورة المائدة ، الآية ٢١.