الصحيحة الخالية من الكذب التي يلزمهم الرجوع إليها لرفع ذلك الخلاف الحاصل بينهم؟!
ثمّ إنك لا تجد إماماً من أئمتهم إلا وله فتاوى غريبة وأقوال عجيبة مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وما أحسن قول الزمخشري :
إذا سألوا عن مذهبي لم أبحْ به |
|
وأكتمُهُ كتمانُهُ لي أسلَمُ |
فإن حنفيّاً قلتُ قالوا بأنني |
|
أبيح الطلا وهو الشرابُ المحرَّمُ |
وإن مالكيّاً قلتُ قالوا بأنني |
|
أبيحُ لهم أكلَ الكلابِ وهمْ همُ |
وإن شافعيّا قلتُ قالوا بأنني |
|
أبيحُ نكاح البنتِ والبنتُ تحرمُ |
وإن حنبليّاً قلتُ قالوا بأنني |
|
ثقيلٌ حلولي بغيضٌ مجسِّمُ |
وإن قلتُ من أهلِ الحديثِ وحزبِهِ |
|
يقولون تَيْسٌ ليس يدري ويفهمُ (١) |
وقال ابن الحجاج :
الشافعيُّ من الأئمةِ قائلٌ |
|
اللعْبُ بالشطرنجِ غيرُ حرامِ |
وأبو حنيفة قالَ وهو مصدَّق |
|
فيما يبلِّغُه من الأحكامِ |
شُرْبُ المثلّثِ والمنصَّفِ جائز |
|
فاشرب على طرَبٍ من الأيامِ |
وأباحَ مالك الفُقاعَ تطرّقاً |
|
وبه قوامُ الدينِ والإسلامِ (٢) |
والحَبْرُ أحمدُ حلَّ جَلْدَ عميرة |
|
وبذاك يُستغنى عن الأرحامِ |
__________________
(١) تفسير الكشاف ٤/٣١٠.
(٢) رواه بعضهم هكذا : وأباح مالك اللواط تكرما في ظهر جارية وظهر غلام.