وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله» (١).
نحن لو تأملنا تاريخ قريش وما فعلته مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بدء الدعوة وقضايا فتح مكّة لوقفنا على خبث الأمو يين واستغلالهم لرحمة رسول رب العالمين ، فقد اشتهر عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه لما سمع قول القائل :
اليوم يوم الملحمة |
|
اليوم تُسبَى الحرمة |
قال له صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تَقُلْ هذا بل قل :
اليـوم يوم المـرحمة |
|
اليوم تحفظ الحرمة (٢) |
وجاء عنه قوله يوم الفتح في أعدى عدوه : «من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن» (٣) ، وقوله : «اذهبوا أنتم الطلقاء» (٤) ، لكن قريشاً ومع كلّ هذه الرحمة كانوا يتعاملون مع الرسالة والرسول بشكل آخر.
قال الواقدي : ... وجاءت الظهر فأمر رسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلالاً أن يؤذّن فوق ظهر الكعبة وقريشٌ في رؤوس الجبال ، ومنهم من قد تَغيّب وستر وجهه خوفاً من أن يُقتلوا ، ومنهم من يطلب الأمان ، ومنهم من قد أمن.
فلمّا أذّن بلال وبلغ إلى قوله «أشهد أن محمّداً رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» رفع صوته كأشدّ ما يكون.
فقالت جوير ية بنت أبي جهل : قد لعمري «رفع لك ذِكرك» فأمّا الصلاة فسنصلّي ، ولكن والله لا نحبّ مَن قتل الأحبة أبداً ، ولقد كان جاء أبي الذي جاء
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ : ٤٤ ـ ٤٥ باب ذكر ما مُني به آل البيت من الأذى والاضطهاد.
(٢) انظر : المبسوط للسرخسي ١٠ : ٣٩.
(٣) سنن أبي داود ٣ : ١٦٢ كتاب الخراج باب ما جاء في خبر مكّة ، السنن الكبرى للبيهقي ٩ : ١١٨ كتاب السير ، باب فتح مكة.
(٤) المبسوط للسرخسي ١٠ : ٤٠.