النيّرة ، وما حرّفه المحرّفون ، وبيان مقامات النبيّ وعترته.
وثانيها : إنّ قسطاً مهمّاً من الخطبة انصبَّ على حقيقة الإسراء والمعراج ؛ إذ فيها العناية المتزايدة ببعض تفاصيلهما ، والتأكيد على أنّهما حقيقة عيانيّة بدنيّة كانت للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا أنّها رؤيا وحُلُم كما يدّعيه الأمويّون ، فكان الإسراء والمعراج فيهما رفع ذكر النبيّ وتشريع الأذان والصلاة ، وفيهما رفع ذكر آل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تبعاً له.
كما أنّ في الخطبة حقيقة أنّ عليّاً هو الصدّيق لا غيره ، وأنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين ، لا كما حرّفوا من أنّ الصدّيق هو أبو بكر ، وأنّ اسمه على قائمة العرش ، مع أنّ الحقيقة هي أنّ عليّاً هو الصديق وأن اسمه مكتوب على العرش ـ كما سيأتيك بيانه لاحقاً ـ وأن الصدّيقة فاطمة الزهراء قد كذَّبت أبا بكر الصديق!!! وقالت له : لقد جئتَ شيئاً فَريّاً (١) وكذا الإمام عليّ فإنّه كذب من ادعى الصدّيقية في أبي بكر بقوله : أنا عبدَالله وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلّا كذاب مفتري ، لقد صليت قبل الناس بسبع سنين (٢).
وقال في آخر : أنا الصدّيق الأكبر ، والفاروق الأول ، أسلمت قبل إسلام أبي بكر ، وصليت قبل صلاته (٣).
وعن معاذة قالت : سمعت عليّاً وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا
__________________
(١) تثبيت الإمامة ٣٠ ، بلاغات النساء ١٤ ، شرح نهج البلاغة ١٦ : ٢١٢ ، ٢٥١ ، جواهر المطالب ١ : ١٦١.
(٢) مستدرك الحاكم ٣ : ١١٢ وقال : صحيح على شرط الشيخين وتلخيصه للذهبي ، وشرح نهج البلاغة ١٣ : ٢٢٨ ، ١ : ٣٠ ، سنن ابن ماجه ١ : ٤٤ ح ١٢٠ قال في الزوائد : هذا اسناد صحيح ورجاله ثقات ، تاريخ الطبري ٢ : ٣١٠ ، والآحاد والمثاني ١ : ١٤٨ وغيرها.
(٣) شرح نهج البلاغة ٤ : ١٢٢ ، ١٣ : ٢٠٠ ، والمعارف لابن قتيبة ٩٧. وفيه قال عليّ عليهالسلام : أنا الصدّيق الأكبر آمنتُ قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم أبو بكر.