وقال القرطبيّ وغيره : (الأذان على قلّة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة ، لأنّه بدأ بالأكبر يّة وهي تتضمّن وجود الله وكماله ، ثمّ ثنّى بالتوحيد ونفي الشرك ، ثمّ بإثبات الرسالة لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثمّ إلى الطاعة المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة ، لأنّها لا تُعرف إلّاَ من جهة الرسول.
ثمّ دعا إلى الفلاح وهو البقاء الدائم ، وفيه الإشارة إلى المعاد.
ثمّ أعاد ما أعاد توكيداً ، ويحصل من الأذان الإعلام بدخول الوقت والدعاء إلى الجماعة وإظهار شعار الإسلام (١).
قال ابن خزيمة : فإذا كان المرء يطمع بالشهادة بالتوحيد لله في الأذان وهو يرجو أن يخلّصه الله من النار بالشهادة لله بالتوحيد في أذانه ، فينبغي لكلِّ مؤمن أن يتسارع إلى هذه الفضيلة طمعاً في أن يخلّصه الله من النار ، خلا في منزله أو في بادية أو قر ية أو مدينة طلباً لهذه الفضيلة (٢).
وقال القسطلانيّ ـ بعد نقله خبر أبي هريرة عن النبيِّ وقوله : «إذا نُودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتّى لا يُسمَع التأذين» ـ : (لعظيم أمره لما اشتمل عليه من قواعد الدين وإظهار شرائع الإسلام ، أوحى : لا يشهد للمؤذِّن بما سمعه إذا استشهد يوم القيامة ، لأنّه داخل في الجنّ والإنس المذكور في حديث : لا يسمع مدى صوت المؤذِّن جنّ ولا إنس ولا شيء إلّاَ شهد له يوم القيامة) (٣).
__________________
(١) فتح الباري ٢ : ٦١ كتاب أبواب الأذان ، وعنه في بذل المجهود ٤ : ٣ ـ ٤. وعون المعبود ٢ : ١٢٧.
(٢) صحيح ابن خزيمة ١ : ٢٠٨.
(٣) إرشاد الساري ٢ : ٥.