النسخ ، وهو كلام قُرِّر في العهود اللاحقة لأسباب تقف عليها لاحقاً.
فهذا الأمر يشير إلى أنّ شرعيتها وجزئيتها كانت ثابتة عند الفريقين من لدن عهد الرسول الأكرم ، ويضاف إلى ذلك أنّ الشيعة الإمامية والزيدية والإسماعيلية لهم طرقهم الخاصَّة والصَّحيحة وكُلُّها تُؤكّد ثبوتها على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدم نَسْخها في حياته صلىاللهعليهوآلهوسلم ، «وأنّ رسول الله أمَرَ بلالاً أنْ يُؤذّن بها فلم يَزَلْ يُؤَذِّنُ بها حتّى قَبَضَ اللهُ رَسولَهُ» (١).
وهذا نصّ صريح يدلّ على عدم نسخ «حَيّ على خير العمل» وعلى كونها جُزء الأذان حتّى قَبَضَ الله رسوله.
ويؤيِّد هذا المروي عندنا عن بلال ما رواه الحافظ العلوي الزيدي (٢) مسنداً إلى
.
__________________
(١) انظر : من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٨٤ / ح ٨٧٢ وعنه في وسائل الشيعة ٥ : ٤١٦ ، والاستبصار ١ : ٣٠٦ ح ١١٣٤ ، والأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي ٩١.
(٢) وهو أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسن العلوي الشجري الكوفي (الإمام المحدّث الثقة العالم الفقيه مسند الكوفة) كما نصّ عليه الذهبي في العبر ٣ : ٢١٢ وسير أعلام النبلاء ١٧ : ٦٣٦ وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ٣ : ٢٧٤. مات بالكوفة في ربيع الأول سنة ٤٤٥ هـ ، ومولده في رجب سنة ٣٦٧ هـ.
قال ابن النرسي : ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثلَه. وقال : كان حافظاً خرّج عنه الحافظ الصوري وأفاد عنه وكان يفتخر به (سير اعلام النبلاء ١٧ : ٦٣٦). وفي (طبقات الزيدية ٢ : ٢٩٢) : الثقة العابد مسند أهل الكوفة ، وقد ترجم له الطهراني في طبقات أعلام الشيعة (أعلام القرن الخامس ١٧٠ ـ ١٧٢).
له كتاب «فضل الكوفة» و «فضل زيارة الحسين» و «تسمية من روى عن الإمام زيد من التابعين» ، و «التاريخ» ، و «التعازي» وكتاب «الجامع الكافي» وقد جمعه من بضع وثلاثين كتاباً من كتب الإمام محمد بن المنصور المرادي الزيدي ، وهو من أجلّ ما كتب في الفقه ونصوص الأئمّة الزيديّة ، وفيه بحث الأذان. وله كتاب فلى انفراد باسم «الأذان بحيَّ على خير العمل» له طرق متعدّدة عند الزيديّة ، وقد أشار محمد يحيى سالم عزّان إلى بعض طرقه إلى هذا الكتاب في