وبما أخرج البيهقي في سننه الكبرى بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمر أنّه كان يؤذّن بحيّ على خير العمل أحياناً.
وروى فيها عن عليّ بن الحسين أنّه قال : هو الأذان الأوّل.
وروى المحبّ الطبري في أحكامه عن زيد بن أرقم أنّه أذّن بذلك ، قال المحب الطبري : رواه ابن حزم ورواه سعيد بن منصور في سننه عن أبي أمامة ابن سهل البدري ، ولم يَروِ ذلك من طريق غير أهل البيت مرفوعاً ، وقول بعضهم : وقد صحّح ابن حزم والبيهقي والمحبّ الطبري وسعيد بن منصور ثبوت ذلك عن عليّ بن الحسين ...» (١).
وجاء في كتاب الاعتصام بحبل الله : ... وفي الجامع الكافي : قال الحسن بن يحيى بن الحسين [بن زيد المتوفّى ٢٦٠] : أجمع آل رسول الله على أن يقولوا في الأذان والإقامة (حيّ على خير العمل) وأن ذلك عندهم سنّة ، قال : وقد سمعنا في الحديث أنّ الله سبحانه بعث ملكاً من السماء إلى الأرض بالأذان ، وفيه : حيّ على خير العمل .. ولم يزل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤذن بحيّ على خير العمل حتّى قبضه الله إليه ، وكان يُؤَذَّنُ بها في زمان أبي بكر ، فلما وَلِيَ عمر قال : دعوا حيّ على خير العمل لا يشتغل الناس عن الجهاد. وكان أوّل من تركها (٢).
وقال الاستاذ عزّان في مقدمة كتاب (الأذان بحيّ على خير العمل) : ... وقال الإمام المؤيّد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى ٤١١ هـ) : ومذهب يحيى ـ يعني الهادي ـ وعامة أهل البيت التأذين بحيّ على خير العمل (٣).
وقال القاضي زيد بن محمّد الكلاري ـ وهو من أتباع المؤيّد بالله ولم يعاصره ـ :
__________________
(١) نيل الاوطار ٢ : ٤٣ ـ ٤٤.
(٢) الاعتصام بحبل الله ١ : ٢٧٨ عن الجامع الكافي مخطوط.
(٣) شرح التجريد مخطوط.