الذي رواه لنا أهل البيت عن جبرئيل عن الباري والذي ليس فيه «الصلاة خير من النوم».
لكنّ عمر بن الخطّاب لمّا استتّب له الأمر ، سعى لتطبيق ما يرجوه ، فحذف الحيعلة الثالثة وأبدلها بالصلاة خير من النوم ، وهو الواقع الذي رواه الأعلام من المسلمين :
قال سعد التفتازاني في حاشيته على شرح العضد ، والقوشجي في شرح مبحث الإمامة وغيرهم : إنّ عمر بن الخطاب خطب الناس وقال : أيها الناس ، ثلاث كُنَّ على عهد رسول الله أنا أنهى عنهنّ وأحرمهنّ وأعاقب عليهن ، وهي : متعة النساء ، ومتعة الحجّ ، وحيّ على خير العمل (١).
وقال الحافظ العلوي : أخبرنا محمّد بن طلحة النعالي البغدادي ، حدثنا محمّد بن عمر الجعابي الحافظ ، حدّثنا إسحاق بن محمّد [بن مروان] ، حدّثنا أبي ، حدّثنا المغيرة بن عبد الله ، عن مقاتل بن سليمان ، عن عطاء ، حدّثنا أبي [السائب بن مالك] عن عمر أنّه كان يؤذن بحيّ على خير العمل ، ثمّ ترك ذلك وقال : أخاف أن يتكل الناس (٢).
وجاء في كتاب الاحكام ـ من كتب الزيدية ـ : قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه : وقد صحّ لنا أنّ «حيّ على خير العمل» كانت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يؤذن بها ولم تطرح إلّا في زمن عمر بن الخطاب ، فإنّه أمر بطرحها وقال : أخاف أن يتّكل الناس عليها ، وأمر بإثبات «الصلاة خير من النوم» مكانها.
__________________
(١) شرح التجريد : ٣٧٤ ، كنز العرفان ٢ : ١٥٨ ، الغدير ٦ : ٢١٣ ، والبياضي في الصراط المستقيم ٣ : ٢٧٧ عن الطبري في المسترشد : ٥١٦.
(٢) الأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي ، بتحقيق عزّان : ٩٩ ، وانظر : صفحه ٦٣ منه.