القديمة ، التي هي اليوم من المعالَم الأثريّة والحضاريّة للمسلمين في مختلف بقاع العالَم ، وحتّى حديثاً فقد ذكر مؤلف كتاب تاريخ مسجد الكوفة ، بأنَّ أمجد عليّ شاه أمر بكتابة «محمّد وعليّ خير البشر ، فمَن رضى فقد شكر ، ومَن أبى فقد كفر» على مأذنه مسجد الكوفة ، وكذا الحال في روضة مسلم بن عقيل (١) ، كما يمكننا ملاحظة شعاريّة «حيّ على خير العمل» في آثار شمال أفريقيّا التاريخيّة في المغرب والجزائر وتونس ، إذ انتشر التشيّع هناك بعد شهادة محمّد بن عبدالله بن الحسن ذي النفس الزكيّة ، وذلك بعد أن تفرّق الشيعة في مختلف أرجاء المعمورة ، وراحوا يتنفسون الصعداء بعيداً عن سطوة الحكومات الجائرة.
وبهذا فقد ثبت لك مما سبق وجود اتجاهين عند المسلمين :
أحدهما : يتبع الخلفاء ويتّخذ الاجتهاد والرأي حتّى على حساب القرآن والسنة في استنباطه.
والآخر : يأخذ بكـلام أهل البـيت والنص القـرآني والنبـوي ولا يرتضي الرأي.
وكان الاتجاهان على تضاد فيما بينهما ، فالذي لا يرتضي خلافة الإمام عليّ ابن أبي طالب وولده لا يحبذ شعارية (حيّ على خير العمل).
__________________
(١) قال الشيخ محمد رضا المظفر في ترجمته لصاحب جواهر الكلام الشيخ محمد حسن النجفي : ومن آثار الشيخ بناء مأذنة مسجد الكوفة وروضة مسلم بن عقيل ... وكان ذلك ببذل ملك الهند أمجد علي شاه وقد أرخ الشيخ ابراهيم صادق ذلك من قصيدة مدح بها الشيخ والملك هذا ، فقال مؤرخاً للمأذنة في آخرها :
واستــنار الافــق من مأذنه |
|
أذن الله بــأن تـرقـى زحـل |
لهــج الــذاكر في تـأريخـهـا |
|
علناً حيّ على خير العـمل |
جواهر الكلام ١ : ٢١.