فقال : يا ابن أخي ، أعيَيْتَ قومك! أين كنت؟
قال : ذهبتُ إلى بيت المقدس.
قال : مِن ليلتك؟!
قال : نعم.
قال : هل أصابك إلّا خير؟
قال : ما أصابني إلّا خير ، وقيل غير ذلك (١).
وفي روضة الكافي عن الصادق عليهالسلام قال : لمّا أسري برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أصبح فقعد فحدَّثهم بذلك ؛ فقالوا له : صِفْ لنا بيت المقدس. قال : فوصف لهم ، وإنّما دخله ليلاً فاشتبه عليه النعت ، فأتاه جبرئيل فقال : انظر هاهنا ، فنظر إلى البيت فوصفه وهو ينظر إليه ، ثمّ نعت لهم ما كان من عِير لهم فيما بينهم وبين الشام ، ثمّ قال : هذه عير بني فلان تَقدِم مع طلوع الشمس يتقدّمها جملٌ أورَق أو أحمر. قال : وبعثت قريش رجلاً على فرس ليردّها ، قال : وبلغ مع طلوع الشمس ، قال قرطة بن عبد عمرو : يا لَهفا!! ألاّ أكون لك جذعاً حين تزعم أنّك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك! (٣)
وفي أمالي الصدوق بإسناده عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : لمّا أسري برسول الله إلى بيت المقدس حمله جبرئيل على البُراق ، فأتَيا بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلّى بها وردّه ، فمرّ رسول الله في رجوعه بعِير لقريش ، وإذا لهم ماء في آنية وقد أضلّوا بعيراً لهم وكانوا يطلبونه ، فشرب رسول الله من ذلك الماء وأهرق باقيه.
__________________
(١) تفسير روح المعاني ١٥ : ٦ سورة بني إسرائيل الآية ١ ، الدر المنثور ٤ : ١٤٩ سورة الإسراء الآية ١.
(٢) روضة الكافي ٨ : ٢٦٢ / الحديث ٣٧٦. وانظر : الدرّ المنثور ٤ : ١٤٨ ـ ١٤٩.