استجمع ضاحكاً حتّى مات عليه الصلاة والسلام ، وأنزل الله تعالى هذه الآية : (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا). وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، وابن عساكر عن سعيد بن المسيب ، قال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بني أميّة على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه : إنّما هي دنيا أُعطُوها ، فقرّت عينه ، وذلك قوله تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا) ... الخ.
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يعلى بن مرّة ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : رأيت بني أميّة على منابر الأرض وسيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، واهتمّ عليه الصلاة والسلام لذلك ، فأنزل الله سبحانه : (وَمَا جَعَلْنَا) ... الآية».
وأخرج عن ابن عمر : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «رأيتُ ولد الحَكَم بن أبي العاص على المنابر كأنّهم القردة ، وأنزل الله تعالى في ذلك (وَمَا جَعَلْنَا) ... الخ ، والشجرة الملعونة الحكم وولده» وفي عبارة بعض المفسر ين : هي بنو أميّة.
وأخرج ابن مردو يه ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها : أنّها قالت لمروان بن الحكم : «سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لأبيك وجدّك : إنّكم الشجرة الملعونة في القرآن».
فعلى هذا معنى إحاطته تعالى بالناس إحاطة أقداره بهم ، والكلام على ما قيل على حذف مضاف ، أي «وما جعلنا تعبير الرؤيا» أو الرؤيا فيه مجاز عن تعبيرها ، ومعنى جعل ذلك فتنة للناس جعله بلاء لهم ومختبراً ، وبذلك فسره ابن المسيب.
وكان هذا بالنسبة إلى خلفائهم الذين فعلوا ما فعلوا ، وعدلوا عن سنن الحقّ وما عدلوا ، وما بعده بالنسبة إلى ما عدا خلفاءهم منهم ، ممن كان عندهم عاملاً وللخبائث عاملاً ، أو ممن كان من أعوانهم كيفما كان.
ويحتمل أن يكون المراد «ما جعلنا خلافتهم وما جعلناهم أنفسهم إلّا فتنة» ، وفيه من المبالغة في ذمهم ما فيه. وجعل ضمير (نُخَوِّفُهُمْ) على هذا لما كان له