وقد أعلن الأئمّة من آل البيت أنهم كانوا يتبعون النصوص ولا يرتضون الرأي ..
فعن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال لجابر : والله يا جابر لو كنّا نُفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نُفتيهم بآثار من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأُصول علم عندنا ، نتوارثها كابراً عن كابر ، نَكنِزُها كما يكنز هؤلاء ذهـبهم وفضّتهم (١).
وسأل رجلُ الإمام الصادق عليهالسلام عن مسألة فأجابه فيها ، فقال الرجل : أرأيتَ إن كان كذا وكذا ، ما يكون القول فيها؟
فقال له : مَه! ما أجبتك فيه شيء فهو عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لسنا من «أرأيت» في شيء (٢).
وعن الإمام الباقر عليهالسلام : ما أحدٌ أكذب على الله وعلى رسوله ممّن كذّبنا أهلَ البيت أو كذب علينا ؛ لأنّا إنّما نحدِّث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن الله. فإذا كُذّبنا فقد كُذّب الله ورسوله (٣).
وقال : لو أنّا حدّثنا برأينا ضللنا كما ضلّ من كان قبلنا ، ولكنّا حدّثنا ببيّنة من ربّنا بيّنها لنبيّه فبيّنها لنا (٤).
وعن أبي بصير ، قال : قلت للصادق : تَرد علينا أشياءُ ليس نعرفها في كتاب الله ولا سنّة ، فننظر فيها؟ قال : لا ، أما إنّك إن أصبتَ لم تُؤجَر ، وإن أخطأتَ كذبتَ على الله عزّ وجلّ (٥).
__________________
(١) بصائر الدرجات : ٣٠٠ ح ٤ والنص عنه ، و ٢٩٩ ح ١.
(٢) الكافي ١ : ٥٨. كتاب فضل العلم باب البدع والرأي والمقاييس ح ٢١.
(٣) جامع أحاديث الشيعة ١ : ١٨١. باب حجيّة فتوى الأئمّة المعصومين ، ح ١١٤.
(٤) بصائر الدرجات : ٢٩٩ ح ٢ وانظر : ٣٠١ ح ١.
(٥) الكافي ١ : ٥٦. كتاب فضل العلم باب البدع والرأي ح ١١.