الطيب الرائحة قال الجزري : وفي حديث العباس «إلّا الإذخر فإنّه لقيوننا» القيون : جمع قين ، وهو الحدّاد والصائغ. (١)
الثالث : لما أمسى الناس في اليوم الذي فتحت عليهم ـ يعني خيبر ـ أوقدوا نيرانا كثيرة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون؟» قالوا : على لحم ، قال : «أي لحم؟» قالوا : الحمر الأنسية ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أهريقوها واكسروها» فقال رجل : أو يهرقوها ويغسلوها؟ قال : «أو ذاك». (٢)
وجه الاستدلال : أنّ النبيّ أمر بكسر القدور أوّلا ، ولمّا طلب منه الاكتفاء بالإهراق والغسل اقتصر عليه. فلو كان الكسر بوحي منه سبحانه لما كان له العدول عنه.
الجواب أوّلا : إنّ الرواية نقلت بصور مختلفة حتى أنّ البخاري نقلها كالتالي :
أ. فجاء منادي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تأكلوا من لحوم الحمر شيئا وأهريقوها.
ب. فنادى منادي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكفئوا القدور. (٣)
ولم يعلم أنّ النبي أمر بكسرها.
__________________
(١) النهاية : ٤ / ١٣٥ ؛ وفي بعض النصوص القين وتعني الزينة ، وهو الأظهر ممّا ذكره صاحب النهاية.
(٢) صحيح مسلم : ٥ / ١٨٦ ، باب غزوة خيبر.
(٣) صحيح البخاري : ٥ / ١٣٦ ، باب غزوة خيبر.