أمّا الإمامية فإنّ الزمان عندهم لا يجوز خلوّ المعصوم منه (١) مع وجود التكليف ، لكنّه لا يسمّى مجتهدا ، لأنّ الأحكام عندهم متلقّاة من الوحي أو مستنبطة منه.
وأمّا المعتزلة فالقائلون بوجوب التكليف أوجبوا وجود مجتهد في كلّ عصر فيه تكليف ، لاستحالة التكليف بما لا يطاق.
احتجّ الموجبون بوجوه (٢) :
الأوّل : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله وحتى يظهر الدجال». (٣)
__________________
(١) اتّفقت الإمامية على أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه ، إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور. راجع اعتقادات الصدوق : ٩٤ ، باب الاعتقاد في عدد الأنبياء والأوصياء ؛ الهداية : ٨ ؛ غيبة الطوسي : ٢٤٣ ؛ رسائل في الغيبة للمفيد : ٢ / ١٥ ؛ كشف اليقين للعلامة : ٧٤ و ١٨٥ ؛ أصل الشيعة وأصولها : ٢٢٨ ؛ الشيعة في الإسلام : ٥٣ ؛ إحقاق الحق : ١٩ / ٧٠٥.
وقد وردت الروايات في ذلك عن الأئمة الطاهرين عليهمالسلام ؛ فعن علي أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «لا تخلو الأرض من قائم بحجّة الله ، إمّا ظاهر مشهور ، وإمّا خائف مغمور ، لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته». وقد ورد هذا الحديث بصيغ مختلفة وألفاظ متعددة. راجع : الكافي : ١ / ١٧٨ ، باب الأرض لا تخلو من حجة ؛ بصائر الدرجات : ٥٠٤ ، باب الأرض لا تخلو من حجّة ؛ أمالي الصدوق : ٢٥٣ ح ١٥ ؛ أمالي المفيد : ٢٥٠ ؛ مناقب آل أبي طالب : ١ / ٢١١ ؛ بحار الأنوار : ٢٣ / ١ ـ ٥٦ ، باب الاضطرار إلى الحجة وأن الأرض لا تخلو من حجة ؛ وغيرها كثير.
(٢) ذكرها الآمدي في الإحكام : ٤ / ٢٣٩.
(٣) مسند أحمد : ٤ / ٩٩ و ٢٥٢ ؛ سنن الدارمي : ٢ / ٢١٣ ؛ صحيح البخاري : ٤ / ١٧٨ وج ٨ / ١٤٩ ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ؛ صحيح مسلم : ٦ / ٥٢ و ٥٣ (عبارة : وحتّى يظهر الدجال ، غير موجودة في هذه المصادر). عوالي اللآلي : ٤ / ٦٢ برقم ١٣ ؛ الإحكام : ٤ / ٢٣٩.