في بيوتهم المتعدّدة ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ عليّا أفطر في بيته». (١)
فإنّ توجيه هذا الحديث ، إنّما يمكن على القول بعالم المثال ، وبوجود البدن المثاليّ ، حيث إنّ حضور عليّ عليهالسلام ببدنه العنصريّ في بيوت عدّة من الصحابة مع كونه في بيته بذلك البدن ممتنع بالذات ، فإنّ جسم واحد بالشخص لا يمكن أن يكون في زمان واحد وفي آن واحد إلّا في مكان واحد لا أزيد ، وادّعاء أنّ ذلك لعلّه كان من معجزته وكرامته عليهالسلام لا يكاد يصحّ ، فإنّ المعجزة والكرامة إنّما تمكن في شيء يكون ممكنا ذاتيّا ، ويكون ممتنعا عاديّا ، لا في الممتنع بالذات. كما أنّ ادّعاء أنّ ذلك لعلّه كان لأجل أنّ الله تعالى خلق ملائكة بصورة عليّ عليهالسلام ، وأنّ أولئك الملائكة أفطروا في بيوت الصحابة وظنّ الصحابة أنّهم عليّ عليهالسلام ، والحال أنّه عليهالسلام نفسه أفطر في بيته غير مستقيم ، لأنّ المفروض في الحديث إفطار عليّ عليهالسلام في بيوت الصحابة ، لا إفطار الملائكة.
نعم ، يصحّ توجيه ذلك على القول بالبدن المثاليّ ، فإنّه لا مانع من أن يكون لروحه الشريف المقدّس أبدان مثاليّة ، ويكون قد ظهر في ضمن كلّ بدن مثاليّ في بيت واحد من الصحابة ، وظهر ببدنه العنصريّ في بيته ، وعلى هذا فيكون في الحديث الشريف شهادة على المطلوب.
وفيه ـ مع الشهادة على ثبوت أصل عالم المثال ووجود البدن المثاليّ ـ شهادة على أمرين آخرين أيضا :
الأوّل إمكان تعلّق الروح في عالم اليقظة أيضا ببدن مثاليّ ، وأنّه لا يلزم أن يكون ذلك بعد المفارقة التامّة كما في حالة الموت ، أو المفارقة في الجملة كما في حالة النوم.
والثاني : جواز تعلّق روح واحد ، وخصوصا إذا كان مقدّسا شريفا بأكثر من بدن واحد مثاليّ.
ولا امتناع أيضا في كلّ منهما.
بل يشهد على الأوّل منهما أنّه روي عن الصادقين عليهالسلام أنّهم قالوا في تفسير قولهم :
__________________
(١) الجذوات / ٤٨ الطبعة الحجريّة.