حينئذ ـ أي بتفرّق أجزائها وتشتّتها ـ أم قلنا ببقائها على حالها كما كانت من غير تغيّر فيها مادّة وصورة ، وكما أنّه لا امتناع في ذلك ، كذلك لا امتناع في حشرهم أي إعادتهم مرّة أخرى بإعادة تعلّق تلك النفوس الشريفة بتلك الأبدان النورانيّة كرّة بعد أولى ، وأن يكون في حشرهم حكم ومصالح لا يعلمها إلّا خالقهم ومدبّرهم تعالى شأنه.
ومن جملتها ـ كما دلّ عليه الأخبار ـ حكمة ومصلحة عائدة إلى الإنسان ، بل إلى عباد الله المكرمين أجمعين ، كما كان في خلقهم أوّلا تلك الحكمة والمصلحة العائدة إليهم.
ولا بعد أيضا في أن يكون في إعادتهم حصول زيادة بهجة وسعادة عقليّتين لهم كما كانتا في النشأة الدنيويّة وكانوا مستغرقين فيهما.
وممّا ذكرنا يظهر الوجه في حشر الخلق أجمعين. والله تعالى أعلم بحقيقة الحال ، وإليه المرجع والمآل.
وإذ قد فرغنا بعون الله تعالى وحسن تأييده عن ذكر ما رمنا ذكره في مقدّمة الرسالة وأبوابها الخمسة ، فلنشرع في بيان ما نروم بيانه في خاتمتها ، فنقول :