مُحْضَرُونَ (١).
وقوله تعالى : (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ* يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (٢).
وقوله تعالى : (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ) (٣).
وكذلك قوله تعالى : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ* فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) (٤) ، حيث قال جمع من المفسّرون في تفسيره : إنّ معنى الآية ، فإذا نفخ في الصور ولا سترة في أنّ الناقور يناسب الصور بمعنى القرن ، لا الصّور جمع الصّورة.
وكذلك يؤيّده أنّ مضمون الآيات والأخبار ، أنّ النفخ في الصور يكون مرّتين : مرّة للإماتة ، ومرة للإحياء إن لم نقل بكونه ثلاث مرات كما نقل عن بعضهم. ولا يخفى أنّه بالمعنى الأوّل يستقيم في كلتا المرّتين كما سيأتي بيانه ، وهو بالمعنى الثاني لا يستقيم إلّا في المرة الثانية التي للإحياء.
نعم لو كان مراد القائل بالمعنى الثاني نفخ الأرواح في الصور بتوسّط فعل إسرافيل عليهالسلام وبندائه بإذن الله تعالى للأرواح بعودها إلى الصور ، وللأبدان باجتماع أجزائها وعودها كما كانت ، لكان لذلك وجه ، لكن في خصوص النفخة الثانية التي هي للأحياء.
ثمّ إنّ ما نقله عن القائل الثالث ، من وقوع النّفخ في الصور ثلاث مرات ، كأنّه خلاف ظاهر الآيات والأخبار ، بل ظاهرها وقوعه مرّتين : مرّة للإماتة ومرّة للإحياء.
وكذلك الظاهر أنّ قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) (٥).
وقوله : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) (٦) ،
__________________
(١) يس (٣٦) : ٥١ ـ ٥٣.
(٢) ق (٥٠) : ٤١ ـ ٤٢.
(٣) ص (٣٨) : ١٥.
(٤) المدّثّر (٧٤) : ٨ ـ ٩.
(٥) النمل (٢٧) : ٨٧.
(٦) الزمر (٣٩) : ٦٨.