إصبهان ، فألّف هذا السفر القيّم والأثر الخالد المسمّى ب «هداية المسترشدين» ألّفه في ثلاث مجلدات ، فرغ من المجلّد الأوّل المنتهى إلى مبحث المرّة والتكرار ليلة الجمعة ١٠ ربيع الثاني ١٢٣٧ وانتهى المجلّد الثاني إلى آخر مفهوم الوصف وجمع ابن اخته وتلميذه الشيخ محمّد بن محمّد عليّ الطهراني النجفي (١) من مسوّداته مجلدا ثالثا أنهاه إلى مباحث الاجتهاد والتقليد.
الأقوال في الهداية
١ ـ قال تلميذه وابن اخته وصهره الشيخ محمد الطهراني النجفي رحمهالله جامع المجلد الثالث من الكتاب ومصحّحه الأوّل : إنّ هذا الكتاب المستطاب الموسوم بهداية المسترشدين من مصنّفات الإمام الهمام ، والمولى القمقام ، العالم العامل ، والفاضل الكامل ، بحر الفواضل والفضائل ، وفخر الأواخر والأوائل ، قدوة المحقّقين ونخبة المدققين ، واسوة العلماء الراسخين ، ورئيس الفقهاء والمجتهدين ، مخيّم أهل الفضل والحجى ، ومحط رحال أرباب العلم والنهى ، قطب رحى المجد الأثيل ، ومحيط دائرة الفعل الجميل ، منبع العدل ، وسبّاق غايات الفضل ، ملاذ الشيعة ، وموضح أحكام الشريعة ، كاشف أسرار الآثار وابن بجدتها ومبدع أبكار الأفكار وأبو عذرتها ، الزكي الذكي والتقي النقي ، والمهذب الصفي ، والحبر الألمعي مولاي وعمادي وخالي واستاذي الشيخ محمد تقي ...
إنّ الذي برز في حياة المصنف طاب مرقده من هذا التأليف ، وأفرغه في قالب التنضيد والترصيف ، وكان هو الذي باشر جمعه وترتيبه ونظمه وتهذيبه مجلدان ، أنهى الأول منهما الى أول مسألة المرّة والتكرار ، وبلغ من الثاني الى مسألة مفهوم الوصف ، فبينا يكتب المسألة المذكورة وهو يومئذ في محروسة اصبهان والطلبة
__________________
(١) راجع في ترجمته كتاب بيان سبل الهداية في ذكر أعقاب صاحب الهداية ، أو «تاريخ علمى واجتماعى إصفهان در دو قرن اخير» ٣ / ٢٦٠.