قد تنتهي الى حدّ لا يلحظ معها تلك الخصوصية بل تقضي شيوع استعماله فيه بالتردّد بينه وبين المعنى الحقيقي أو غلبته عليه في صورة الإطلاق أيضا.
كيف! ومن البيّن أنّ كثرة استعمال اللفظ في المعنى المجازي ولو مع القرينة قاضية بقرب ذلك المجاز الى الأذهان ولو في حال الإطلاق فيستقرب المخاطب إرادة ذلك المعنى حينئذ عند التفطن له وإن كان حمله على المعنى الحقيقي أقرب عنده ، وكلّما قويت الشهرة والغلبة ازداد القرب المفروض ، فأيّ مانع حينئذ من بلوغه الى الحدّ المذكور؟.
ويشهد لذلك ملاحظة غلبة الاستعمال الحاصلة في بعض الموارد الخاصّة ، كما إذا استعمل المتكلّم لفظا في محلّ خاصّ مرّات كثيرة متعاقبة في معنى مجازي مخصوص مع نصب قرينة على إرادة ذلك المعنى ، فإذا استعمله مرّة اخرى عقيب تلك الاستعمالات من غير أن يقيم قرينة خاصّة على إرادة ذلك المعنى كان تقدّم تلك الاستعمالات المتكثّرة ولو كانت مقترنة بالقرينة باعثا على التوقّف في حمل اللفظ على الحقيقة أو صارفا له الى المعنى المجازي ، يشهد بذلك التأمّل في الاستعمالات ، فجريان ذلك في الشهرة المطلقة الحاصلة بملاحظة استعماله فيه في الموارد المتكثّرة أولى.
فالقول بعدم قضاء غلبة الاستعمال في المعنى المجازي مع القرينة بالتوقّف في فهم المراد مع انتفائها غير متّجه.
نعم ، غاية الأمر أن يختلف الحال في الغلبة الباعثة على التوقّف في اعتبار درجة الشيوع والكثرة ، فإنّه إن كان ذلك بانضمام القرينة المقارنة افتقر مقاومة المجاز للحقيقة حال الإطلاق الى شيوع زائد وغلبة شديدة ، بخلاف ما لو شاع استعماله فيه من دون ضمّ قرينة مقارنة أو كان الشيوع الحاصل فيه بانضمام القرينة تارة وعدمه اخرى ، فإنّه لا يتوقّف الوقف بين المعنيين حينئذ مع الإطلاق الى اعتبار تلك الدرجة من الغلبة والشهرة المدّعاة في كلام المصنف دائرة بين